طرابلس - فاطمة السعداوي
أطلق تنظيم "داعش"المتطرف، الاثنين، فيديو دعائيًّا جديدًا من ليبيا تَظهر فيه دوريات الشرطة الجديدة تجوب أنحاء مدينة سرت، وأوضحت اللقطات وحدة من شرطة "داعش" ترتدي الزي الرسمي الموحد، وتقود شاحنة بيضاء مع صفارات الإنذار، وسيطرت الجماعة على مدينة سرت المركزية فى ليبيا منذ يونيو/ حزيزان 2015، بعد فقدان العاصمة الشرقية درنة، زاعمة أنها الجهة الوحيدة القادرة على تحقيق الاستقرار فى البلاد.
وكشف الفيديو الدعائي عن رغبة "داعش" في أن يُنظر إليها باعتبارها تبني دولة فعلية، حيث يركز التنظيم على التوسع في ليبيا، وتدهور القانون والنظام في البلاد منذ سقوط القذافي في الثورة الليبية، ما أدى إلى ترك البلاد تحت رحمة المليشيات المتناحرة.
وأظهر الفيديو أن مدينة سرت التي تسيطر عليها "داعش" لا تزال تعمل بشكل جيد، وشوهد المدنيون وهو يتسوقون في الشوارع وتعمل الكهرباء دون مشكلة، وبدا جميع أفراد الشرطة الإسلامية مسلحين ببنادق كلاشينكوف ووجوههم ملثمة لإخفاء هويتهم.
وبيّنت وسائل الاعلام الليبية أخيرا أن الكثير من مجندي "داعش" فى سرت ممقاتلون أجانب من مناطق بعيدة، مثل سورية وشرق أفريقيا، وتحاول "داعش" السيطرة على الأراضي الواقعة شرق سرت، واستهداف حقول النفط الغنية بالقرب من بلدة إجدابيا، وقُتل 14 شخصًا على الأقل وأصيب 25 أخرون بجروح في اشتباكات اجدابيا بين الجماعات المسلحة الموالية لحكومة طبرق الرسمية و"داعش".
واندلع القتال، الخميس، في اليوم نفسه الذي وقعت فيه الفصائل المتناحرة في ليبيا على اتفاق، بوساطة الأمم المتحدة؛ لتشكيل حكومة وحدة وطنية، وتأمل القوى الغربية أن يحقق الاتفاق الاستقرار، ويحد من وجود تنظيم "داعش" المتنامي، ويواجه الاتفاق أسئلة من النقاد عن ممثلي الحكومة المقترحة، وما إذا كانت الفصائل المسلحة ستطيع الحكومة الجديدة، فيما اعتبرها البعض أنها صفقة تفرضها الأمم المتحدة.
وأفادت البلدية أنه أصيب اثنان من الحراس عندما هجمت مجموعة مجهولة على مبنى المخابرات العسكرية في البلدة الغربية صبراتة، واستغلت "داعش" الفراغ الأمني المتزايد في ليبيا، حيث تقاتل حكومتان متنافستان من أجل الحكم لمدة 4 سنوات، بعد سقوط القذافي.
واستقر رئيس الوزراء الرسمي والبرلمان في الشرق منذ أن استولت الجماعة المنافسة على العاصمة طرابلس، وتعمل حكومتها من داخل الفنادق في مدينة طبرق التي تقع على بعد حوالي 20 كيلو من اجدابيا، ويأتي اهتمام "داعش" بالحفاظ على النظام في مدينة سرت بعد كفاح مدينة طرابلس نتيجة الانفلات الأمني وارتفاع عمليات الخطف.
وأفادت جريدة "ليبيا هيرالد" أنه تم اختطاف طبيب مالطي، 26 عاما، بواسطة مسلحين في شوارع طرابلس، ويعتقد أن المسلحين طلبوا فدية تقدر بـ 5 مليون دولار من أجل الطبيب Pierre Baldacchino، الذى كان يتطلع للعودة لقضاء عيد الميلاد مع عائلته الصغيرة في مالطا، وكان الطبيب يعمل كخبير في علم الأمراض في مستشفى سانت جيمس، عندما اختطف في وقت سابق هذا الأسبوع.
ويوجد لدى الطرفين الكثير من الجماعات المتمردة المناهضة للقذافي، واختلفت الفصائل على أسس سياسية وإقليمية وقبلية بعد الإطاحة بالقذافي.