موسكو ـ حسن عمارة
"لسنا في حرب في سورية، وانما تدريب لجنودنا، والشعب السوري هو الوحيد من يحدد مصير الرئيس بشار الأسد، ولن نسمح لأي قوة خارجية بأن تقرر من سيحكم سوريا وموقفنا لم يتغير"، بهذه العبارات الحاسمة تناول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر الصحافي الموسع الذي عقده الخميس معظم القضايا الدولية، وكانت عباراته شديدة القسوة في الحديث عن تركيا، وقال نعتبر تصرف السلطات التركية بإسقاط طائرتنا عملا عدائيًا، وانه من المستحيل تطبيع العلاقات مع أنقرة في ظل القيادة التركية الحالية، كما كان بإمكان الأتراك التواصل معنا قبل إسقاط الطائرة وما أزعجنا هو اللجوء إلى الناتو.
وفي تهديد واضح، قال بوتين "عززنا من تواجدنا العسكري في سوريا بعد إسقاط الطائرة وليجرب الأتراك التحليق في الأجواء السورية".
وفي الاقتصاد توقع بوتين أن الاقتصاد العالمي سيستمر في النمو رغم انخفاض وتيرته وسيخرج اقتصادنا من حالته الراهنة. قائلا أنا أعتقد أن ذلك سيحدث في غضون سنتين على أسوأ تقدير، وبعد ذلك سيكون النمو لا محالة منه لأن الوضع في الأسواق الخارجية سيتغير، فنمو الاقتصاد العالمي سيحتاج إلى موارد طاقة إضافية. لكننا خلال هذه الفترة سنستطيع عمل الكثير لتنويع اقتصادنا، لأن الحياة نفسها هي التي ستحدد لنا هذا الخيار.
وفي موضوع القرم قال بوتين سبق أن خطر على بالي رمزنا الأكثر شهرة ألا وهو الدب الذي يحافظ على غابته.. وأتساءل أحيانا: أليس من الأجدى أن يرتاح دبنا ويكتفي بأكل العسل والثمار البرية ولا يصطاد هل سيتركونه حينها؟ لا.. فهم لن يتخلوا عن محاولات تقييده بسلسلة. وما إن ينجحوا في ذلك سيقتلعون أنيابه وبراثنه وهي في فهمنا اليوم قواتنا للردع النووي. وإذا حدث ذلك – لا سمح الرب – فسيصبح الدب لا يصلح إلا لتحنيطه، وسيبدأون في نهب الغابة... لذلك فليس القرم هو ما في الأمر، فنحن ندافع عن استقلالنا وسيادتنا وحقنا في الوجود، وهو ما يجب لجميعنا إدراكه.
وأضاف ألم يقولوا لنا بعد انهيار جدار برلين إنه لن يكون هناك توسع للناتو شرقا؟ مع ذلك فقد حدث ذلك التوسع فورا وشاهدنا موجتين من هذا التوسع. إنه جدار افتراضي لكنهم بدأوا في بنائه بالفعل. وماذا عن منظومة الدرع الصاروخية قرب حدودنا؟ أليست هي جدارا؟
واكد على ضرورة تنفيذ اتفاقات مينسك؟ لكن على السلطات في كييف أن تنفذ هي الأخرى التزاماتها. لقد كان هناك اتفاق على سن قانون العفو. أين هو؟ هناك أحاديث مستمرة عن قانون يمنح (جنوب شرق أوكرانيا) وضعا قانونيا خاصا، لكن تطبيقه لا يزال مستحيلا في غياب وثيقة تحدد خط الفصل (بين طرفي النزاع)... إذا كانت أوكرانيا تريد إعادة السلام والهدوء ووحدة أراضيها فعليها احترام سكان أقاليم معينة من البلاد، وخوض حوار سياسي نزيه وشفاف معهم، والتخلي عن ممارسة الضغط عليهم.
وحول تركيز روسيا على التعاون مع منطقة آسيا والمحيط الهادئ قال بوتين هذا التوجه مرتبط بتطورات الاقتصاد العالمي... احتياجات الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية في موارد الطاقة تنمو بوتيرة هائلة، وكل شيء يتطور فيها بوتيرة أسرع منه في سائر مناطق العالم. هل يا ترى علينا عدم التعاون مع هذه الدول؟ كل ما نفعله كان مخططا منذ وقت طويل، قبل حدوث مشكلات في الاقتصاد العالمي وحتى في اقتصادنا.
وحول العلاقات مع إيران اكد بوتين بالطبع سنتعاون مع شركائنا وأصدقائنا الإيرانيين لحل الملف النووي الإيراني. أنا أعتقد أننا قريبون جدا من حله، فالقيادة الإيرانية تظهر قدرا كبيرا جدا من المرونة.. بل ولا أفهم جيدا ما الذي حال دون توقيع الاتفاقية النهائية حول الملف النووي الإيراني، وآمل أن يتم ذلك في أقرب وقت. وإذا حدث ذلك فأنا أتوقع أن تشهد علاقاتنا الاقتصادية تغييرات ملحوظة.
وحول انتخابات عام 2018 قال بوتين من السابق لأوانه أن يتخذ أحد قرارا بخصوص انتخابات الرئاسة عام 2018، ويجب العمل باستمرار لخدمة مصالح مواطني الاتحاد الروسي، وتبعا للنتائج ومزاج المجتمع سيكون من الممكن تحديد من سيخوض الانتخابات في 2018"