الدار البيضاء ـ المغرب اليوم
أنطلق في مدينة فرانكفورت، غرب ألمانيا، الثلاثاء مشروع لتعلّم اللغة الألمانية يشارك فيه 40 إماما مغربيا يعملون في مساجد موزعة على ولاية هيسن الألمانية.
وتم وضع هذا المشروع الذي سيشرف على تنفيذه المعهد الألماني غوتة، بالتعاون مع وزارة الهجرة واللجوء في الحكومة المحلية لولاية هيسن، ومجلس الجالية المغربية المقيمة في الخارج، والمجلس الأوروبي للعلماء المغاربة
وأوضح منسق المشروع على مستوى ولاية هيسن عبد الصمد اليزيدي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن هذه المبادرة تتوخى تكوين ومساعدة الأئمة على إتقان اللغة الألمانية من أجل تواصل أفضل مع الشباب .ومساهمتهم في عملية الاندماج ومحاربة التطرف
وأشار اليزيدي، إلى أن الشباب المغربي المقيم في ألمانيا في حاجة إلى دعم خاصة في ظل التحديات الحالية مبرزا أن الأئمة المغاربة المتشبعين بالوسطية لديهم كل المؤهلات من أجل تأطير هؤلاء الشباب إلا أنهم في حاجة إلى تقوية اللغة المحلية لتكون عملية التواصل أنجع مع الشباب الذين ولد أغلبهم في ألمانيا ولا يتقن اللغة العربية
وأضاف أن مثل هذه المبادرات تحظى بدعم مالي وتشجيع من قبل الحكومات المحلية والحكومة الاتحادية في ألمانيا من أجل تحقيق الاندماج مشيرا الى أن المشروع يتضمن أيضا تنظيم ورشات ولقاءات مع الأئمة لتحديد حاجياتهم، والإطلاع أكثر على خصوصيات الثقافة الألمانية وأيضا على الخريطة السياسية للبلاد
واعتبر خالد حاجي الكاتب العام للمجلس الأوروبي للعلماء المغاربة ، أن مشاركة المجلس في هذا المشروع تندرج في إطار حرصه على مرافقة الأئمة خارج المملكة لينهضوا بمهمة التأطير ويكونوا أكثر إقناعا
وأشار إلى أن المجلس يحرص على الانخراط في اتفاقيات مع جهات مسؤولة كمعهد غوته من أجل تنفيذ مشاريع من هذا القبيل خاصة وأن المجلس راكم خبرة جيدة جعلت منه مرجعا للعديد من المؤسسات إذ تمكن من التواصل مع أكثر من 3000 إمام في أوروبا ضمن ورشات ودورات في اللغة للتفاعل أكثر مع المجتمعات الأوروبية وسياقها الثقافي والاجتماعي
أما الشيخ مبارك كونت، وهو إمام وخطيب في مدينة فرانكفورت ومدير المعهد الألماني للعلوم الاسلامية، أحد المشاركين في المشروع، فاعتبر أن المبادرة مهمة وواعدة بالنسبة للأئمة إذ ستتيح لهم فرصة تعلم اللغة الألمانية التي تعد مفتاحا لفهم وأداء مهمتهم على أكمل وجه في مجتمع متعدد الديانات والثقافات
ويؤكد الشيخ كونت،أن الامام سيتمكن من ضمان حماية الشباب من الأفكار المتطرفة والمساهمة في إدماجهم مع الحفاظ على هويتهم المغربية الاسلامية
يذكر أن اتفاقية تعاون لتعليم أئمة المساجد اللغة الألمانية تم إبرامها بين مجلس الجالية المغربية في الخارج والمجلس الأوروبي للعلماء المغاربة مع معهد غوته الألماني في يناير الماضي في العاصمة البلجيكية بروكسل
ووقع الاتفاقية عن مجلس الجالية، أمينه العام عبد الله بوصوف وعن المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة خالد حاجي وعن معهد غوتة سوزان أوهن، مديرة المعهد والمسؤولة عن العلاقات مع الاتحاد الأوروبي
وتدخل هذه الاتفاقية في إطار تنفيذ توصيات اللقاء الدولي الأول الذي نظمه مجلس الجالية المغربية في الخارج في مراكش يومي 30 و31 ماي 2015 حول موضوع "الإمام وتحديات السياق الأوروبي "، والذي يندرج ضمن سلسلة من اللقاءات حول الإسلام في أوروبا وتحديات العيش المشترك.