الرباط - سناء بنصالح
طالب المشاركون في ندوة حول "الآليات الوطنية للوقاية من التعذيب في شمال أفريقيا والشرق الأوسط" صباح الجمعة، الحكومات بالانضمام إلى البروتوكول الاختياري المتعلق بمناهضة التعذيب، الذي وقعت عليه 63 دولة عبر العالم، منها أربعة دول في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط هي المغرب وتونس ولبنان وموريتانيا.
وشدَّد المشاركون خلال الندوة، التي ينظمها المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف وشبكة "أمان" للتأهيل والدفاع عن حقوق الإنسان في شمال أفريقيا والشرق الأوسط على مدى يومين بشراكة مع المندوبية الوزارية لحقوق الإنسان وتعاون مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان، على أهمية الوقاية من التعذيب، مؤكدين ضرورة إنشاء آليات وطنية في المجال.
وأكد رئيس المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف مصطفى المنوزي، في كلمته الافتتاحية، أن محاربة ظاهرة التعذيب تبتغي السير على النهج الذي أقره المجتمع الدولي والمتمثل أساسًا في اتفاقية مناهضة التعذيب والبروتوكول الاختياري الملحق بها باعتباره حجر الزاوية وأداة لا محيد عنها، ودعا إلى بذل مزيد من الجهد لتوفير كل شروط تأهيل ضحايا التعذيب ومعاقبة مرتكبيه، ومعتبرا أن الوقاية منه تظل فعلا لا يقل أهمية.
وأوضح المنوزي أنَّ الوقت حان للانتقال من مناهضة التعذيب إلى الوقاية منه والقضاء عليه، لافتًا إلى أن نضال الحركات الحقوقية الوطنية والعالمية مكن من تحقيق تطور، وإن كان متفاوتا بشأن ظاهرة التعذيب في بلدان المنطقة.
وصرَّح الأمين العام لشبكة "أمان" ومركز "الخيام"، محمد صفا، بأنَّ الوقاية من التعذيب أمضى سلاح لمنع التعذيب، كما نوه بالتجربة المغربية في هذا المجال باعتبار أنها تجربة رائدة تستحق الدراسة والتقييم بخاصة وأنها تسير في الاتجاه الصحيح.
وأضاف محمد صفا أنَّ الملك محمد السادس أكد عزم وتصميم المغرب على تطوير حالة حقوق الإنسان في المغرب وعلى مكافحة التعذيب وتوقيع البروتوكول الاختياري وتأسيس الآلية الوقائية الوطنية.
وأشار إلى أنَّ المنطقة والعالم تعيش موجة متطرفة تتستر بالدين لضرب كل ما أنجزته البشرية من حضارة وتطور على امتداد التاريخ، وأن التعذيب يعد أسوأ انتهاك لحقوق الإنسان، مبرزًا أهمية البروتوكول الاختياري لاتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب باعتباره معاهدة تنفيذية وحقبة جديدة في مجال حماية وتعزيز حقوق الإنسان.
وشهدت الندوة المنظمة على هامش انعقاد الجمع العام لشبكة "أمان"، نقاشات حول سبل دفع عدد من الدول في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط للمصادقة على البروتوكول الاختياري الملحق باتفاقية مناهضة التعذيب وبحث الأسباب التي تحول دون مصادقة بعض الدول عليه، كما تسعى إلى تبادل النقاش حول التجارب، في أفق تشكيل آليات وطنية لمناهضة التعذيب وبلورة أفكار لتطوير هذه الآليات وجعلها عنصرا أساسيا لمناهضة التعذيب