الرياض - عبد العزيز الدوسري
استعرض العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني الثلاثاء، جدول أعمال القمة الخليجية الـ 36 التي ستعقد في الرياض الأربعاء، كأول قمة يترأسها الملك سلمان الذي تولى مقاليد الحكم في المملكة في 23 كانون الثاني / يناير الماضي، خلفًا للراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس"، أن الملك سلمان بحث في مكتبه في قصر اليمامة في الرياض الثلاثاء مع الزياني، سبل تعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك، واستعراض أبرز الموضوعات المدرجة على جدول أعمال القمة الخليجية في دورتها الـ 36.
وتأتي القمة في ظروف استثنائية معقدة، ومن المقرر بأن تبحث العديد من الملفات المهمة والقضايا الخليجية التي تهدف إلى تعزيز التنسيق والتعاون المشترك في كل المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية وغيرها، أبرزها ظاهرة التطرف والتنسيق الأمني الخليجي المشترك للتصدي لتلك الظاهرة.
وتبحث القمة التطورات الإقليمية والدولية، وخصوصًا في اليمن وفلسطين وسورية والعراق وليبيا ولبنان، إضافة إلى التدخلات الإيرانية، بهدف بلورة مواقف موحدة للتعامل معها، إضافة إلى ملفات اقتصادية من أبرزها قضايا النفط والطاقة.
وتوقعت مصادر مطلعة، بأن تصدر عن القمة قرارات فوق العادة، تقدم حلولًا غير تقليدية لمواجهة التحديات تحت راية التكاتف والتآزر الخليجي الواقعي.
وأنهت العاصمة السعودية الرياض استعداداتها لاستضافة القمة، حيث ازدانت شوارعها ومرافقها العامة بأعلام دول مجلس التعاون وصور قادة دول الخليج وسط انتشار كثيف للدوريات الأمنية والمرورية لتنظيم الحركة في الشوارع الرئيسية المؤدية إلى مقر انعقاد القمة.
ومن جانبها هيأت وزارة الثقافة والإعلام السعودية مركزًا إعلاميًا لجميع وسائل الإعلام الخليجية والعربية والعالمية لنقل فعاليات القمة.
ويذكر أن أول قمة عقدت في الرياض كانت في تشرين الثاني / نوفمبر 1981 في عهد الملك الراحل خالد بن عبد العزيز، وآخرها في كانون الأول / ديسمبر 2011، التي افتتحها الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز بكلمة أعلن فيها مقترح الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، وتشكيل هيئة بواقع ثلاثة أعضاء من كل دولة لدراسته من مختلف جوانبه.
وكان الملك سلمان بن عبد العزيز ترأس في أيار / مايو الماضي أول لقاء تشاوري له منذ توليه الحكم وهو لقاء دأب قادة المجلس على عقده منتصف كل عام، لتقييم سير تنفيذ القرارات التي صدرت في القمة السابقة والتشاور والتفاكر بشأن المستجدات التي طرأت على الساحتين الإقليمية والدولية.
وعشية انعقاد القمة أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أن دول مجلس التعاون استطاعت تحقيق العديد من الإنجازات خلال مسيرة المجلس في العقود الثلاثة الماضية رغم التحديات التي تعصف بالمنطقة والعالم.
وأفاد الجبير في حديث نشرته مجلة "المسيرة" الثلاثاء، بأن المنطقة شهدت ولا تزال العديد من التحديات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية، إضافة إلى تنامي ظاهرة التطرف التي تعصف بالمنطقة والعالم، موضحًا أنه بالرغم من هذه التحديات التي مرت بها المنطقة؛ فإن قادة دول التعاون تعاملوا مع هذه التحديات بثقة واقتدار وتمكنوا من تجاوز كل تداعياتها والحفاظ على أمن دوله واستقرار شعوبه.
وأضاف: "المجلس تمكن في ظل هذه التحديات من المحافظة على مستويات التنمية لدوله وشعوبه وتعزيز أطر التعاون المشترك فيما بين الدول الأعضاء في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية وغيرها من المجالات".
وأوضح أن قمة الرياض تهدف إلى تحقيق التكامل الاقتصادي وتعزيز التعاون المشترك وتوحيد الرؤى والمواقف حيال القضايا السياسية، وذلك لغرض تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار لدول المجلس وشعوبه والمساهمة في تحقيق أمن المنطقة والعالم.
وأشار الجبير إلى أنه بالرغم من هذا التطور في عمل المجلس فإن تطلعات القادة تظل أكبر من مستوى الإنجاز لتلبية طموحات شعوب دوله في تحقيق المزيد من المنجزات للأجيال القادمة.