الرباط - سناء بنصالح
أعرب الملك محمد السادس عن عميق سعادته بالمشاركة في أعمال القمة الثالثة للمنتدى الهندي الأفريقي، في نيودلهي، معتبرًا أنها مناسبة يستحضر فيها، بكل "تأثر واعتزاز، أول زيارة إلى الهند عام 1983، عندما ترأس وفد المغرب لمؤتمر حركة عدم الانحياز، ثم أول زيارة رسمية عام 2001".
وأشاد الملك محمد السادس في نص الخطاب الذي ألقاه خلال القمة، بالعلاقات المتميزة التي تجمع البلدين منذ عهد الملك الراحل محمد الخامس، والزعيم الكبير جواهر لال نهرو، وكفاحهما من أجل تحرر واستقلال الدول الأفريقية.
وأبدى إعجابه بتجربة الهند في تطوير نموذج تنموي رائد، موضحا أنه "مكنها من الارتقاء إلى مصاف القوى الصاعدة"، وهو ما يعزز طموحها المشروع للقيام بدور أساسي في أجهزة الأمم المتحدة المكلفة بحفظ الأمن والسلم الدوليين.
وأشار إلى أن ما يؤهل الهند إلى هذه المكانة هو ما تتميز به سياستها الخارجية من اتزان ومسؤولية، في احترام الشرعية الدولية، والوحدة الترابية للدول، والدفاع عن مصالح الدول النامية وقضاياها العادلة.
كما عبر عن تقديره للموقف البناء لجمهورية الهند من قضية الصحراء المغربية، ودعمها المسار الأممي لحل هذا النزاع المفتعل، مضيفًا: "إننا نتأسف لكون بعض الدول لم تستطع التطور، بحيث ما زالت تردد خطابات وأطروحات متجاوزة، مر عليها أكثر من 40 عامًا".
وشدَّد ملك المغرب على أن المنتدى الهندي - الإفريقي الثالث يشكل فرصة مواتية لتقييم حصيلة التعاون بين دول الجنوب، باعتباره عماد الشراكة الأفريقية الهندية، وأضاف: "إننا نريده فضاء لإرساء نموذج للتعاون جنوب - جنوب فعال، تضامني ومتعدد الأبعاد، يقوم على الاستثمار الأمثل للطاقات والثروات التي تزخر بها بلداننا".
وأوضح أنَّ هذا التعاون "يجب أن يتحرر من إرث الماضي، وأن يتوجه لخدمة المصالح الاستراتيجية لبلداننا، كما أن التعاون جنوب - جنوب، الذي نطمح إليه، ليس مجرد شعار أو ترف سياسي، بل هو ضرورة ملحة تفرضها حدة وحجم التحديات التي تواجه بلداننا، بحيث لا يمكن معها الاعتماد على أشكال التعاون التقليدية، التي أصبحت غير قادرة على الاستجابة للحاجيات المتزايدة لشعوبنا".
أكد الملك محمد السادس أن المغرب "يحرص على بلورة مشاريع ملموسة، سواء على المستوى الثنائي، أو في إطار التعاون الثلاثي، في المجالات المنتجة، المحفزة للنمو وفرص الشغل، وذات الأثر المباشر على حياة المواطنين، ويتجلى في تطور وتنوع الشراكات التي تجمع المغرب مع عدد من الدول الأفريقية، والتي تهم التنمية البشرية ومختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية والدينية، وهو ما أهل المغرب ليصبح أول مستثمر أفريقي في منطقة غرب أفريقيا، والثاني على مستوى القارة".