تونس كمال السليمي
أعلنت وزارة الداخلية التونسية، فرض حظر تجوال من الساعة الثامنة ليلًا إلى الخامسة صباحًا بالتوقيت المحلي، في كامل أنحاء البلاد، غداة ليلة عنيفة شهدت اشتباكات بين قوات الأمن ومحتجين فضلًا عن عمليات نهب وحرق مقار أمنية في عدة مناطق تونسية. كما أعلن رئيس الوزراء الحبيب الصيد عن قطع زيارته إلى فرنسا، مؤكدًا أن الوضع "تحت السيطرة"، داعيًا قوات الأمن إلى ضبط النفس والتعامل برصانة مع المحتجين، مشيرَا إلى أنه لا يفكر في الاستقالة من منصبه. ومن المتوقع أن يعقد الصيد، السبت، مجلسًا وزاريًا طارئًا للنظر في خطط الحكومة العاجلة بهدف التهدئة.
وكشف الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي استقبل الصيد، الجمعة، أن "فرنسا ستطبق خطة دعم لتونس بقيمة مليار يورو على السنوات الخمس المقبلة"، وفق بيان صادر عن قصر الإليزيه، فيما أعربت ألمانيا عن "بالغ قلقها" إزاء الاضطرابات، ودعت وزارة الخارجية الألمانية كافة الأطراف إلى التعقل.
وتصدَت قوات الأمن لمحاولات اختراق في بن قردان لأربع مركبات مجهولة، وتم أيضًا إيقاف خمس عربات تهريب ومصادرة أسلحة، فيما ضبطت قوات من الجيش في جبل سمامة متفجرات وألغامًا مضادة للعربات، وتم القبض على مجموعة مشبوهة من سبعة عناصر حاولوا التسلل من القصرين باتجاه جبل الشعانبي. حيث اعتقلت قوات الأمن 16 شخصًا على خلفية أحداث الشغب في منطقة التضامن ضواحي العاصمة تونس.
وتتالت الدعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى ضرورة تنظيم "لجان شعبية" لحماية الممتلكات، ومساندة الأمن في مواجهة "المجرمين" والمخربين، بعدما كشف الأمين العام المساعد للاتحاد العام للشغل المكلف سامي الطاهري معلومات تؤكد دخول عناصر متطرفة على خط الاحتجاجات.
ودعا مفتي الجمهورية عثمان بطيخ المحتجين إلى الحفاظ على مؤسسات الدولة، داعيًا إياهم إلى الهدوء وعدم الإصغاء إلى دعاة الفتنة والفوضى. كما طالب حزب "تونس الإرادة" الذي أسسه الرئيس السابق المنصف المرزوقي إلى انتخابات تشريعية مبكرة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
واعتبر الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، الجمعة، بأن الاحتجاجات على البطالة والاقصاء الاجتماعي القائمة في بلاده "طبيعية"، متهمًا "أياد خبيثة" بالسعي إلى استغلال الوضع. حيث قال قائد السبسي في خطاب بثه التلفزيون إن هذه الاحتجاجات "في المناطق التي نعرف أنها محرومة، مثل القصرين وغيرها، طبيعية".
وأضاف أن شعار الثورة كان الحرية والكرامة و"ليس هناك كرامة من دون عمل، لا نستطيع أن نقول لأحد لا يملك ما يأكله أن يصبر أكثر". وتابع أن الحكومة الحالية "التي عمرها أقل من سنة، وجدت نفسها في وضع صعب جدًا، بطالة خانقة، 700 ألف عاطل عن العمل تقريبا منهم 250 أو 300 ألف، من الشباب حملة الشهادات".
وأردف الرئيس التونسي، "لكن الذي وقع بعد انطلاق المسيرات هو أن دخلت الأيادي الخبيثة وأججت الأوضاع. ونقول لهؤلاء الناس إنهم جميعهم معروفون ومسجلون ومعروفة انتماءاتهم الحزبية سواء كانت احزابًا مرخصًا لها أو الأحزاب المحظورة". ولفت إلى أن "الشيء الجديد هو أن داعش أيضًا الذي هو موجود في ليبيا الشقيقة، أصبح تقريبًا على حدودنا الآن، وبدا له أن الوقت سانح ليحشر أنفه في هذه العملية".
واندلعت الاضطرابات في القصرين التي تعد نحو 80 ألف شخص، إثر وفاة الشاب رضا اليحياوي (28 عامًا) العاطل عن العمل، السبت، بصعقة كهربائية خلال تسلقه عمودًا قرب مقر الوالي احتجاجًا على سحب اسمه من قائمة توظيف في القطاع العام.