فاس- حميد بنعبد الله
مكنت الأبحاث التي قامت بها مصالح الأمن المغربية، بخصوص تسريب اختبار مادة الرياضيات للسنة الثانية "بكلوريا"، للشعب العلمية والتقنية، المنتظر إعادته صباح الجمعة، من إيقاف عدة أشخاص ثبت تورطهم في عمليات مرتبطة في مدن مغربية مختلفة، 12 منهم في العيون في الجنوب المغربي.
وأوقفت المصلحة الولائية للشرطة القضائية في ولاية أمن فاس، في ساعة مبكرة صباح الخميس، 5 أشخاص على خلفية الموضوع نفسه، بعدما ثبت تكوينهم شبكة متخصصة في تسهيل غش تلاميذ تقدموا لاجتياز امتحان الباكلوريا، إثر الأبحاث التي قامت بها منذ تسريب اختبار المادة المذكورة.
ويتعلق الأمر بمستخدم في شركة في حي بنسودة، يشتبه في قيامه بالإجابة عن الأسئلة ونشرها عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وأربعة أشخاص آخرين متهمين بترويج رقاقات الاتصال بالهاتف، وضعوا رهن الحراسة النظرية وشرع في الاستماع إليهم في انتظار إحالتهم على وكيل الملك.
ومن بين الأشخاص الموقوفين عقب تلك الأحداث، تلميذان في ثانويتين في فاس، وطالب في السنة أولى علوم اقتصادية في كلية الحقوق في ظهر المهراز، وبائع هواتف، وجميعهم ينحدرون من أحياء راقية وتتراوح أعمارهم بين 18 و27 عاما، اقتيدوا إلى مقر ولاية الأمن للتحقيق معهم.
وتواصلت ردود الفعل الغاضبة على تسريب الامتحان، من قبل فعاليات مدنية وسياسية في المدينة، بينها جمعية آباء وأولياء وأمهات تلاميذ وتلميذات ثانوية مولاي سليمان، التي طالبت بالتحقيق في ظروف التسريب ومعاقبة كل من يثبت تورطه في ذلك مهما كان مركزه أو وظيفته.
ودعت إلى وضع إستراتيجية وطنية وجهوية لمناهضة مثل هذه السلوكيات، التي تضرب مبدأ تكافؤ الفرص وأهمية شهادة "البكلوريا" المغربية، ما سارت في اتجاهه الشبيبة التلاميذية التابعة إلى حزب الاستقلال في المدينة، التي وصفت التسريب ب"الفضيحة المدوية".
وتحدث الشبيبة في بيان إلى الرأي العام، عن "كارثة وطنية جديدة تضاف إلى سلسلة كوارث المسؤولين الحكوميين، إذ لم يقتصر الأمر عند الفضائح اللاأخلاقية والمالية، بل مس عمق مصير أبنائنا وفلذات أكبادنا من تلاميذ أقسام البكلوريا الذين كانوا ينتظرون هذه الاختبارات على أحر من الجمر".
وأضافت أن "مراكز الامتحانات في مدينة فاس، تحولت إلى مآتم عزاء وبكاء وعويل واحتجاج وتنديد، بسبب الخروقات الخطيرة التي صاحبت هذه الامتحانات، ليس أقلها تسريب الأسئلة في جوف الليل، لتصل إلى بعض "المحظوظين" على حساب من أفنى وقته في الجد والاجتهاد".
وطالبت بحماية حقوق جميع المرشحات والمرشحين للبكلوريا، ومناهضة كل ما يمكن أن يضرب مبدأ تكافؤ الفرص الذي "طالما تشدق به رئيس الحكومة وحواريوه" حسب تعبير بيان الشبيبة التلاميذية التي استنكرت مثل تلك الأفعال الناتجة عن سوء التدبير.