الدار البيضاء ـ جميلة عمر
تمكنت الأجهزة الاستخباراتيّة المغربيّة من إفشال مخططات "إرهابية"، واعتقال عدد من الشباب، ذكور وإناث، كانوا يرغبون الالتحاق بتنظيم "داعش" المتطرف في العراق وسورية، عبر الاعتماد على التقنيات الحديثة لرصد الرسائل الخطية التي كانت تتبادل بين المتطرفين في المغرب، وأعضاء "داعش"، وكذلك استعمال المخابرات وسائل متطوّرة في ملاحقة الاتصالات بين أعضاء المجموعات، ورصد تحرّكاتهم.
وفكّكت عناصر المخابرات والفرقة الوطنية للشرطة القضائية، في الأشهر الأخيرة، عددًا من الشبكات "الإرهابية"، التي تقوم بتجنيد واستقطاب النساء والرجال المغاربة قصد الحاقهم بتنظيم "داعش"، غالبها كان ينشط في مدن شمال المغرب، وكان آخرها الخلية "الإرهابية"، التي نشط أعضاؤها في الفنيدق وسبتة ومليلية، والتي أعلنت وزارة الداخلية عن تفكيكها في السادس عشر من كانون الأول/ديسمبر الجاري.
وأوضح رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان محمد بنعيسى، أنَّ "سبتة المحتلة تلعب دورًا كبيرًا في تجنيد المقاتلين ودعمهم ماديًا، وهو ما كشف عنه تفكيك العديد من الخلايا"، مشيرًا إلى أنَّ "سبتة تعتبر الحديقة الخلفية لنشاطات الجماعة المتطرفة".
وكشف بنعيسى أنَّ "هناك نحو 1500 جهادي مغربي في العراق وسورية"، لافتًا إلى أنَّ "سبعة وستين بالمئة منهم لم تتجاوز أعمارهم الـ25 عامًا".
وأبرز أنَّ "الدين ليس هو العامل الذي جعلهم يتركون المغرب للقتال في صفوف داعش، بل لرغبتهم في المغامرة وتحسين وضعهم الاجتماعي".
جاء ذلك في حين ذكرت صحيفة "بوستون" الأميركيّة أنَّ "المقاتلين الذين يأتون من شمال أفريقيا وأوروبا يتقاضون راتبًا يصل في المتوسط إلى 1200 دولار، ويزيد الراتب حسب عدد الزوجات والأبناء الذين يكفلونهم".
وأشارت الصحيفة إلى أنه "يتولى المسؤولون في داعش مهمة إيصال المال إلى عائلاتهم، عبر تحويلات مالية يقوم بها أفراد شبكات متخصصة تابعة للتنظيم من بعض المدن الأوروبية، وداخل المغرب".