دمشق - نور خوّام
أبلغت عدة مصادر موثوقة، المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن 14 طفلاً سورياً من عناصر تنظيم "داعش" قضوا في اشتباكات مع القوات العراقية، وبتفجير أنفسهم في عربات مفخخة، وفي غارات التحالف الدولي على العراق، وأكدت المصادر أن التنظيم قام بنقل العناصر "الأطفال" إلى مناطق سيطرته في العراق، بعد إخضاعهم لدورات تدريب داخل مناطق سيطرته في سورية.
الجدير بالذكر أن المرصد كان قد وثق استمرار تنظيم "داعش" في استقطاب الأطفال وتجنيدهم ضمن صفوفه، تحت مسمى "أشبال الخلافة"، حيث تمكن المرصد من توثيق انضمام ما لا يقل عن 400 طفل دون سن الـ 18 إلى صفوف التنظيم، منذ مطلع العام الجاري، وحتى تاريخ 23 آذار/مارس 2015، في مناطق سيطرة التنظيم داخل الأراضي السورية، فيما شهد التنظيم انضمام ما لا يقل عن 120 مقاتلاً جديداً إليه، خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة التي تعد الأقل من حيث نسبة الانضمام إلى التنظيم، من قبل المقاتلين من جنسيات سورية وعربية وأجنبية على حد سواء، منذ إعلان التنظيم لـ "خلافته" مطلع شهر رمضان الماضي.
وكانت مناطق سورية كالميادين والبوكمال في الريف الشرقي لدير الزور، واللتان تتبع إحداهما لـ "ولاية الخير" والأخرى لـ "ولاية الفرات"، قد شهدت افتتاح تنظيم "داعش" مكاتب أسماها مكاتب "أشبال الخلافة"، والتي تقوم بمهمة تجنيد الأطفال وتعمد لاستقبال الأطفال الراغبين بالانضمام إلى صفوف التنظيم، والاعتماد على إقناع واستقطاب الأطفال الذين يسكنون قرب مقار للتنظيم أو لعناصره والذين يرتادون المدارس والمساجد في مناطق سيطرته، والأطفال الراغبين في الانضمام دون موافقة أولياء أمورهم، والأطفال الذين يحضرون في ساحات تنفيذ "الإعدام والذبح والصلب والجلد والرجم"، كما يسعى التنظيم لحث أولياء الأمور والأهالي على إرسال أبنائهم إلى هذه المعسكرات، ويقوم التنظيم فيها، بإخضاع الأطفال، لدورتين "شرعية وعسكرية"، ويعمد في "الدورة الشرعية" إلى ترسيخ "عقيدة التنظيم وأفكاره" في عقول الأطفال المنضمين، فيما يقوم بتدريب الأطفال في الدورة العسكرية على استعمال الأسلحة والرمي بالذخيرة الحية وخوض الاشتباكات والمعارك والاقتحامات، بالإضافة لمحاولة عناصر التنظيم التودد للأطفال الذين يدرسون في مدارس التنظيم من خلال إغرائهم بالمال وحمل السلاح وتعليمهم قيادة
السيارات، ليقنعوهم بعد ذلك بالانتساب إلى معسكرات التنظيم، كما يستخدم الأطفال ممن نجح باستمالتهم، للعمل كمخبرين في جمع المعلومات، وحراسة المقار، كذلك يستقبل التنظيم ويحتضن الأطفال ممن يعانون من تشوهات خلقية.
في حين كان المرصد قد وثق إرسال تنظيم "داعش" كتيبة مؤلفة من نحو 140 عنصراً من الأطفال دون سن الـ 18، ومن المنضمين حديثاً إلى معسكرات التدريب التابعة للتنظيم، إلى جبهات القتال في مدينة عين العرب (كوباني)، وذلك في 25 كانون الثاني/يناير 2015، وقبل السيطرة على عين العرب (كوباني) بيوم واحد، من قبل وحدات حماية الشعب الكردي مدعمة بالكتائب المقاتلة، وتمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيق مقتل 6 عناصر منهم في اشتباكات مع وحدات حماية الشعب الكردي.
وأجمل المرصد السوري لحقوق الإنسان التطورات والأحداث في المحافظات السورية، مساء الثلاثاء وليل الاثنين، ففي محافظة حلب، نفذ الطيران الحربي غارتين على مناطق في حيي الخالدية وبني زيد شمال حلب، كما نفذ غارات على مناطق في حلب القديمة ومنطقة المناشر في حي الفردوس جنوب غرب حلب، بينما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في حي المنصورة في مدينة حلب ما أدى إلى استشهاد رجل وسقوط عدد من الجرحى، في حين سقطت عدة قذائف هاون على مناطق في شارع النيل وحي مساكن السبيل، وتأكد استشهاد رجلين وشاب متأثرين بجراح أصيبوا بها في سقوط عدة قذائف هاون أطلقتها الكتائب المقاتلة على مناطق في شارع النيل بعد منتصف ليل الاثنين، ونفذ الطيران الحربي أيضا عدة غارات على مناطق في قرية احرص ومناطق أخرى في أطراف مدينة اعزاز في ريف حلب الشمالي، ما أدى إلى استشهاد شاب في اعزاز وسقوط المزيد من الخسائر البشرية في احرص.
أما في محافظة ريف دمشق، فأفاد المرصد بقصف القوات الحكومية مناطق في مدينة الزبداني، ومناطق أخرى في مدينة دوما في الغوطة الشرقية، بينما قصف الطيران المروحي مناطق في مدينة داريا في الغوطة الغربية، في حين نفذ الطيران الحربي عدة غارات على مناطق في مدينة عربين في الغوطة الشرقية، دون معلومات عن خسائر بشرية، وفي محافظة دمشق، تعرضت مناطق في حي جوبر لقصف جوي، دون أنباء عن إصابات، في الحي الذي يشهد قصفا جويا مستمرا من قبل القوات الحكومية سقط خلاله العديد من الشهداء والجرحى، إضافة إلى اشتباكات بين القوات الحكومية مدعمة بحزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني من طرف، والفصائل الإسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من طرف آخر منذ أشهر.
وفي محافظة حمص، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الطيران المروحي قصف بالبراميل المتفجرة مناطق في مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية في المدينة، حيث يشهد الريف قصفاً جوياً ومن قبل القوات الحكومية منذ عدة أشهر سقط خلاله العديد من الشهداء والجرحى.
أما في محافظة حماة، فقد قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة اللطامنة في الريف الشمالي لحماة، كما استهدفت الكتائب الإسلامية بعدة قذائف حاجزا للقوات الحكومية في منطقة البويضة في ريف حماة الشمالي، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، كذلك أنهى سجناء ومعتقلون في سجن حماة إضرابهم عن الطعام بعد استمراره لسبعة أيام متواصلة، وجاء إنهاء الإضراب بعد وعود تلقاها السجناء والمعتقلون من رئيس لجنة المصالحة في حماة بأن وزيري العدل والمصالحة الوطنية سيحضران إليهم، إضافة للنظر في الأحكام التعسفية وأحكام الإعدام التي صدرت بحق السجناء والمعتقلين وصدور تسوية أو عفو خاص عن السجناء والمعتقلين في سجن حماة.
وفي محافظتي إدلب ودرعا، وردت للمرصد معلومات عن استشهاد 3 مواطنين وسقوط عدد من الجرحى جراء قصف الطيران المروحي ببرميلين متفجرين لمناطق في بلدة الهبيط في ريف إدلب الجنوبي ظهر الثلاثاء، كما نفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في بلدة الهبيط دون معلومات عن خسائر بشرية، كما قصفت القوات الحكومية مناطق في بلدة مليحة العطش في ريف درعا، ويشهد الريف منذ عدة أشهر قصفاً جوياً ومن قبل القوات الحكومية سقط خلاله العديد من الشهداء والجرحى.
وفي محافظة القنيطرة، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن اشتباكات متقطعة دارت بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من طرف آخر في محيط بلدة حضر من الجهة الشرقية في ريف القنيطرة الشمالي، وسط قصف من قبل القوات الحكومية على مناطق الاشتباك، دون معلومات عن خسائر بشرية.
أما في محافظتي اللاذقية ودير الزور، فقد تعرضت مناطق في بلدة سلمى في جبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، لقصف من قبل القوات الحكومية بعدة قذائف هاون دون معلومات عن خسائر بشرية، وقتل عنصر من تنظيم "داعش" من بلدة ذيبان في اشتباكات مع وحدات حماية الشعب الكردي في ريف مدينة الرقة.
وفي محافظة الحسكة، علم المرصد السوري لحقوق الإنسان من مصادر موثوقة أن وحدات حماية الشعب الكردي عثرت خلال تمشيطها لمناطق في الريف الجنوبي لبلدة تل تمر، على 52 جثة على الأقل لعناصر من تنظيم "داعش" في الأراضي الزراعية المحيطة بقرية أم المسامير في ريف تل تمر الجنوبي، كانوا قد قتلوا في قصف لطائرات التحالف الدولي على تمركزات التنظيم ومواقعه في المنطقة قبل طرده منها من قبل وحدات حماية الشعب الكردي وجيش الصناديد التابع لحاكم مقاطعة الجزيرة حميدي دهام الهادي والمجلس العسكري السرياني وقوات حرس الخابور، وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد نشر في 29 أيار/مايو الماضي، مقتل ما لا يقل عن 260 عنصراً من تنظيم "داعش" جراء قصف لطائرات التحالف العربي - الدولي واشتباكات مع وحدات حماية الشعب الكردي وجيش الصناديد وقوات حرس الخابور والمجلس العسكري السرياني في ريفي تل تمر ورأس العين خلال 22 يوماً، من ضمنهم 180 جثة لدى الوحدات الكردية، أيضاً تعرضت أماكن صباح الثلاثاء في محيط منطقة الصوامع، وأماكن أخرى في منطقة الميلبية في الريف الجنوبي لمدينة الحسكة لقصف جوي، دون معلومات عن خسائر بشرية.