الرباط - سناء بنصالح
استقبل إلياس العماري الأمين العام لحزب "الأصالة والمعاصرة"، وفـــدا من جمهورية الصيـــن الشعبيـــة يتقدمه "ليو هونغ كاي" وزير دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، و"سون شو جونغ" سفير جمهورية الصين الشعبية في الرباط، وتم التباحث بشأن العديد من القضايا من بينها دعم وتأكيد الصين للوحدة الترابية للمملكة المغربية، وكذا التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى سبل تطوير العلاقات بين حزب "الأصالة والمعاصرة" والحزب "الشيوعي الصيني".
ونوه إلياس العماري الأمين العام للحزب بالتطورات السياسية والاقتصادية التي شهدتها جمهورية الصين الشعبية، والتي مكنتها من ابتكار نمط خاص بها هو النمط الإنتاجي الصيني بعد أن كان الحديث في السابق يتجه نحو النمط الإنتاجي الآسيوي، وأعرب عن انفتاح المغرب وأحزابه واستعداده للاستفادة من التجربة الصينية بهذا الخصوص وتبادل وتقاسم التجارب والخبرات.
وأعرب إلياس العماري عن تقديره لموقف الصين الأخير من قضية الوحدة الترابية للمغرب، لأنه كان موقفا عقلانيا، ودعا بالمقابل إلى تجاوز كل العراقيل التي تحد من تطور العلاقات المشتركة بين الصين والمغرب لا سيما ما يتعلق بالتأشيرة وغيرها من الإجراءات التنظيمية والإدارية، وأكد أن حزب "الأصالة والمعاصرة" بتعاون وتنسيق مشتركين مع وزارة الخارجية المغربية وباقي المؤسسات ذات الصلة يبذل كل الجهود لغاية رفع التأشيرة عن أصحاب الجوازات الصينية المؤشرة أصلا على أساس نظام "شينغن.
وخلال هذا اللقاء، أشار الأمين العام لحزب "الأصالة والمعاصرة" إلى اللقاءات التي عقدها في وقت سابق، سواء بصفته أمين عام للحزب أو رئيس لجهة طنجة تطوان الحسيمة، مع سفير جمهورية الصين الشعبية في الرباط، وذلك من أجل تطوير التعاون المشترك خصوصا في الشق الاقتصادي.
وأعرب العماري عن تشجيعه ودعمه لعلاقات متميزة بين المغرب والصين، وأكد أن هذه العلاقات تشهد طفرة نوعية تجعل من الصين اليوم ثالث شريك اقتصادي للمغرب، على أن تصبح أول شريك بعد الزيارة الملكية المرتقبة إلى جمهورية الصين الشعبية.
وبخصوص العلاقات بين الصين وجهة طنجة تطوان الحسيمة، أوضح إلياس العماري أن الإرادة قوية والرغبة أكيدة من أجل تنظيم مؤتمر اقتصادي صيني/ مغربي في مدينة طنجة، بحضور جميع الجهات المغربية والاتحاد العام لمقاولات المغرب، في انتظار تأكيد الموافقة الصينية للاشتغال والتحضير الثنائي لهذا المؤتمر الاقتصادي، لأن هناك مشاريع كثيرة في عدة مجالات من شأنها الارتقاء بالتبادل الاقتصادي بين المغرب والصين الشعبية.
وعبر إلياس العماري عن إيمانه الحقيقي والتاريخي بالعلاقات المغربية/ الصينية، واعتزازه الشخصي بالتجربة الصينية، وقال: "إننا لا نسعى فقط لبناء علاقة مشتركة ولكننا نعمل من أجل تمتين وتقوية علاقة ممتدة في الزمــــن، وحزبنا اتخذ قرارين مهمين بهذا الخصوص، أولهما تشكيل لجنة خاصة بالعلاقات مع الصين منفصلة عن لجنة العلاقات الخارجية، كما أن الحزب بصدد إنشاء أكاديمية لتكوين كوادر حزبية على غرار ما هو موجود في الصين، كما نفكر في توقيع اتفاقية تعاون بين أكاديمية حزب الأصالة والمعاصرة وأكاديمية الحزب الشيوعي الصيني".
وتحدث الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة بإعجاب عن سياسة الانفتاح التي تعد امتيازا لنمط الحياة في الصين الشعبية، وأكد مرة أخرى تجديد المواقف المشتركة بين الحزبين فيما يتعلق بالسلم والسلام عبر العالم ودعم القضية الفلسطينية على وجه الخصوص، ونبذ كل أشكال التطرف والإرهاب والكراهية.
من جهته عبر ليو هونغ كاي وزير دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، عن سعادته بهذا اللقاء وهنأ إلياس العماري على انتخابه أمينا عاما لحزب "الأصالة والمعاصرة"، كما سجل أن هناك العديد من النقاط المشتركة التي تجمع بين الحزبين لا سيما في ما يتعلق بالتوافق حول تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين وتطوير علاقة ذات جذور تاريخية.
وأكد هونغ كاي حرص "الحزب الشيوعي الصيني" على بناء علاقات مشتركة مع حزب "الأصالة والمعاصرة" الذي يسهم اليوم بشكل واضح ويؤدي دورا مهما في الحياة الاقتصادية والسياسية والحزبية المغربية، وأشار في السياق ذاته إلى أن الحزب "الشيوعي الصيني" تربطه علاقات صداقة وتعاون مع أزيد من 600 حزب في أكثر من 180 دولــــة عبر العالم.
ونوه ليو هونغ كاي إلى أن هناك تطلعا للاستفادة من تجربة حزب "الأصالة والمعاصرة" وخبرته، وأشار إلى استعداده القوي لتطوير هذه العلاقة مع البام بشكل خاص والمغرب عموما انسجاما مع ما يشهده العالم من تطورات، وجدد الضيف الصيني الدعوة لقيادات حزب "الأصالة والمعاصرة" لزيارة الصين الشعبية.