الدار البيضاء - جميلة عمر
كشف المشاركون في الدورة التاسعة لمنتدى أفريقيا للأمن، السبت في مراكش، عن أهمية النهوض بمقاربة النوع وإدماجها في جميع الاستراتيجيات المعتمدة في مجال محاربة التطرف، مشيرين إلى أنه من الضروري إشراك النساء بشكل أكبر في الاستراتيجيات من خلال تعزيز قدراتهن على الصمود في وجه التنظيمات المتشدّدة، مؤكدين على الدور الذي يمكن أن تضطلع به المرأة في إطار العائلة لتحصين الأجيال المستقبلية من الأفكار الهدامة.
وشدّد المشاركون، على حتمية التأقلم مع إكراهات السياق الأفريقي، مشيرين إلى أن نقل قيم التسامح والانفتاح للأطفال تعد وسيلة وقائية جد فعالة، وأوضحوا أن المرأة تعتبر حلقة أساسية للتصدي للأسباب الرئيسية للتشدد، معتبرين أنه من اللازم تبني مقاربة تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات النساء والرجال في سياسات محاربة التطرف، وهذه الضرورة تمليها حقيقة كون النساء أصبحن يشكل الضحايا الأوائل للتطرّف، مستعرضين سلسلة من الحالات التي تعكس محنة النساء والفتيات وخاصة في مناطق تنشط فيها مجموعات متطرفة
وأبرزوا أنه إذا كانت المرأة، كما هو الشأن بالنسبة للشباب، مستهدفة من قبل التطرف، فإنه بمقدورها وعلى غرار الشباب الاضطلاع بدور رئيسي في مواجهة التطرف والوقاية من الأعمال المتطرّفة، وأكد المشاركون أن التغيير الجذري الذي تعرفه أنماط عيش النساء في بعض المناطق في أفريقيا من بينها شمال مالي وشمال نيجيريا والصومال أدى إلى فرض قيود على حرية تنقلهن وإجبارهن على ارتداء الحجاب وتعرضهن لمعاملات لا إنسانية وللتعذيب باسم الدين، كما أن النساء يمكن أن يكن ضحايا عمليات دعائية للحركات المتطرّفة ، ذلك أن عددا منهن قمن بهجمات انتحارية وخاصة لحساب مجموعات متشدّدة مثل "بوكو حرام".
وأضافوا أن التطرف نجح في أن يدفع النساء إلى لعب دور رئيسي في أعمال العنف والتطرف، مشيرين إلى أن بعض النساء، وسعيا منهن إلى تأكيد ذواتهن، انخرطن في مجموعات متطرّفة، في سبيل ترجمة أحاسيسهن بالانتقام من الإحباط الذي يعانون منه داخل المجتمع، ولمواجهة هذه الوضعية، دعا المشاركون إلى تحديد فرص تعزيز ريادة النساء في مجال محاربة التطرف ، مؤكدين على ضرورة العمل على تحسين الظروف السوسيو اقتصادية للنساء ومكانتهن داخل المجتمع وإدماجهن في هيئات ودوائر اتخاذ القرار أملا في عالم عادل وحر وديمقراطي وآمن، وفي أعقاب هذه الجلسة، تقرّر تدشين هيئة غير حكومية تحمل اسم "الشبكة الدولية لمحاربة التطرف" سيتولى المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية في شخص السيدة أسماء صبار مديرة البرامج والمشاريع، الأمانة العامة لهذه الشبكة
ويهدف المنتدى، المنظم بمبادرة من المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية بشراكة مع الفيدرالية الإفريقية للدراسات الإستراتيجية، برعاية الملك محمد السادس، إلى تسليط الضوء على الحالة الراهنة للأمن في القارة الأفريقية وكذلك على التحديات الكبرى التي يجب على القارة مواجهتها، وشهد المنتدى مشاركة حوالي 300 مشارك رفيع المستوى من بينهم مسؤولين مدنيين وعسكريين ومسؤولين عن منظمات دولية وأمنيين وخبراء من أفريقيا وأميركا وأوروبا وآسيا، بغرض التحليل والمناقشة وتبادل التجارب
وناقش المشاركون في هذا المنتدى محاور همت بالخصوص "أفريقيا في مواجهة التحديات غير المتماثلة وأعداء الحقبة الرقمية" و"الإتحاد الإفريقي في مواجهة تحديات السلم والأمن بالقارة الإفريقية (التهديدات الصاعدة والمخاطر الجديدة للنزاعات)"، و"مكانة الإستخبارات في الهندسة الأمنية لمحاربة التطرف " و"الإستراتيجية المغربية في محاربة التطرف العنيف" و"منطقة الساحل والصحراء، عودة التهديد بين التطرف المنظم العابر للحدود والمليشيات المسلحة" و"مقاربة النوع في محاربة التطرف".