الرباط_ المغرب اليوم
عبّرت أكثر من 20عضوًا في الاتحاد الأفريقي، الثلاثاء، في أديس أبابا عن تحفظ قوي، على قرار مجلس السلم والأمن بالاتحاد حول الصحراء، والذي يدعو المغرب وما يسمى بـ"الجمهورية الصحراوية" إلى الانخراط في محادثات مباشرة وجدية، وتقديم التعاون الضروري مع الأجهزة السياسية للاتحاد ومع المفوضية والممثل السامي للاتحاد الأفريقي في الصحراء، وأبدت وفود هذه الدول "تحفظات قوية" على فحوى هذا القرار خلال اليوم الثاني من ندوة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي التي بدأت أشغالها الاثنين.
وبالمقابل، أشادت الندوة بعودة المملكة إلى أسرتها الأفريقية، وهو ما سيقوي قدرات الاتحاد الأفريقي لمواجهة مختلف التحديات والازمات المتعددة التي تضرب القارة، داعية إلى حل "مقبول من الطرفين" للنزاع المفتعل حول مغربية الصحراء، وأعربت عن ارتياحها لانخفاض التوتر في المنطقة وانسحاب قوات الأطراف من مواقع المواجهة، وخاصة في الكركرات، وكذا بعودة موظفي المينورسو.
وحثت رئيس الاتحاد الأفريقي الرئيس الغيني الفا كوندي ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي التشادي موسى فاكي محمد، على العمل، طبقا للاتفاق الإطار الموقع بين الاتحاد الأفريقي والامم المتحدة، في 19 مايو/ أيار 2017 في نيويورك، من أجل ضمان "الدعم المناسب" للمبادرات الرامية إلى دعم جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق على حل توافقي ونهائي للنزاع".
وطلبت الندوة من رئيسي الاتحاد الأفريقي ومفوضية الاتحاد بتشاور مع مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي "اتخاذ التدابير المناسبة لدعم جهود الأمم المتحدة وتشجيع الطرفين الحاضرين معا اليوم على مستوى الاتحاد الأفريقي، على التعاون بإخلاص بهدف إنجاح المسار الجديد".
وكانت مفوضية الاتحاد الأفريقي قد أعربت امس الاثنين في أديس أبابا، عن تأييدها لحل "توافقي" للنزاع المفتعل بشأن الصحراء المغربية، مرحبة بالمناسبة ذاتها باعتزام الممثل الجديد للأمين العام للأمم المتحدة، الألماني هورست كولر، إطلاق مبادرة جديدة من أجل تسوية سلمية لهذا النزاع، كما عبرت المفوضية الاتحاد الأفريقي، عن ارتياحها ل"انخفاض التوتر بشأن الكركرات وبتعيين ممثل شخصي جديد للأمين العام للأمم المتحدة واعتزامه إطلاق مبادرة جديدة من أجل تسوية سلمية لهذا النزاع"، فيما أبدى رئيس المفوضية فاكي، في كلمة خلال افتتاح أشغال القمة ال 29 لرؤساء الدول وحكومات الاتحاد الأفريقي، "انشغاله" بـ"المأزق الحالي" الذي يعرفه هذا النزاع المفتعل.
وتأتي هذه الرؤية الجديدة للاتحاد الأفريقي حول الصحراء، والمعبّر عنها بشكل رسمي، خلال افتتاح القمة الأفريقية، بفضل الجهود والمصداقية التي يحظى بها المغرب والمبادرات الملكية التي ثمنها عاليًا الزعماء الأفارقة وكذا بفضل المشاريع الحثيثة لفائدة التنمية المستدامة في القارة الأفريقية.