مكناس - جميلة عمر
نظمت جمعية فضاء الملحون في مكناس، ليلة عيد المولد النبوي بالمركب الثقافي محمد المنوني حفل ديني حضرته فرق موسيقية مختصة في المدح والملحون، كما تأتت الحفل بفنانين ووسائل إعلام بالإضافة إلى السفير الفلسطيني.
وتميز هذه الحفلة، الذي يشكل تقليدًا سنويًا تحييه الجمعية بهذه المناسبة، بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم وإنشادات وابتهالات وأذكار وأمداح نبوية، وتكتسي مكناس بالمناسبة حلة زاهية وتستقبل مريدي الطرق الدينية، لإحياء موسم هذا الولي الذي اشتهر باسم الشيخ الكامل وعاش في الفترة مابين 1467 و 1526 قضاها في الزهد والتعبد، ونشر الدعوة الإسلامية وتفسير الحديث النبوي وبإقامة حفلات المديح والسماع يشارك فيها المتصوفة والزهاد والناشدين.
وترتب الطوائف التي تأتي أيضا من الجزائر وتونس وليبيا وغيرها من أتباع الطريقة بشمال إفريقيا، منذ عقود خلت، بهذه المناسبة في أجواء روحانية متميزة وطقوس خاصة ، زيارة للضريح وحمل "الهدية" التي تمشي في موكب "العادة" ، وهي عبارة عن كسوة مطرزة للضريح.
ويصاحب هذه العادة التي يتقدمها المقدمين بموسيقى "عيساوة" التي كانت نشأتها على يد الشيخ الكامل وتستعمل فيها الطبول ، والغيطة والبنادير والنفير إلى جانب حمل الشموع وإطلاق البخور مصحوبة بزغاريد النساء التي تتعالى من أسطح المنازل ومن كل زاوية يمر منها الموكب.
وبدأت الليلة عند مريدي الطريقة بعد صلاة العشاء ليلة عيد المولد و استمرت إلى طلوع الفجر، وانطلقت بتلاوة "حزب الدايم " ، وتنشد فيها الأذكار وتتردد طيلتها الصلاة على النبي المختار(ص)، وتنشد قصائد دينية تتغنى بصفات النبي ( ص) والشوق إلى مقامه، وتتخلل هذه القصائد والأذكار.
وكانت القوافل العيساوية في السابق تحيي هذا الموسم سبعة أيام تجوب خلالها محيط الضريح ومختلف شوارع المدينة القديمة من باب الجديد وباب بردعين والسكاكين وظهر السمن وروامزين ، ومحيط الضريح في تجاه سيدي سعيد وباب الخميس إلى ساحة زين العابدين ثم ساحة الهديم في مكناس.