طرابلس- فاطمة السعداوي
أكد الناطق الرسمي باسم جهاز حرس المنشآت النفطية الوسطى في ليبيا علي الحاسي، أن طائرة تابعة لـ"القيادة العامة للقوات المسلحة" في الحكومة المؤقتة البيضاء قصفت فجر اليوم معسكر "الشام" التابع للجهاز غرب مدينة اجدابيا. ولم يوضح الحاسي ما إذا كان القصف الذي تعرض له المعسكر أسفر عن وقوع ضحايا أو خسائر مادية، غير أنه تعهد بـ"رد قاس" على العملية. يذكر أن جهاز حرس المنشآت النفطية أعلن، يوم أمس، أنه يقف على الحياد من القتال الدائر في مدينة اجدابيا.
وفي طرابلس قامت مجموعة من المتظاهرين ليل الاثنين، بإقفال إحدى الطرق الرئيسية في العاصمة الليبية والمؤدي إلى مقر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق .وذكر شهود عيان أن مجموعة من المحتجين في العاصمة طرابلس يحملون أسلحة خفيفة أقفلوا طريق "الشط" بالقرب من الإشارة الضوئية المعروفة "المراونة" وأشعلوا النيران في الإطارات كتعبير عن غضبهم بسبب تردي الأوضاع واستمرار انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة.
واستقبل رئيس وأعضاء لجنة الإدارة في شركة "الخليج العربي" للنفط، العقيد أحمد بوزيد المسماري مدير مكتب التوجيه المعنوي في القوات العربية الليبية المسلحة. وقد سلم المسماري لرئيس لجنة الإدارة بالشركة، المهندس محمد بالقاسم بن شتوان، درعاً يعبر عن الشكر والتقدير لشركة "الخليج العربي" للنفط على جهودها ودعمها لمكتب التوجيه المعنوي بالقوات العربية الليبية المسلحة.
كما أكد العقيد أحمد المسماري على دور الشركة في تقديم المساعدة والمساندة لمختلف الجهات في مدينة بنغازي.
وفي لوكسمبورغ، كرَّر وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي خلال اجتماع عقدوه أمس، موقفهم المؤيد للعملية البحرية الأوروبية (صوفيا) قبالة ليبيا بهدف وقف تهريب البشر عبر المتوسط، لتشمل تدريب حرس السواحل الليبيين وفرض حظر دولي على الأسلحة.
وإثر الاجتماع أصدر الوزراء بيانا ينص على أن مجلس الدول الأعضاء مدد إلى 27 يوليو/تموز من العام المقبل، تفويض عملية صوفيا للبحرية الأوروبية الهادفة إلى تفكيك بنى مهربي البشر في جنوب وسط البحر المتوسط.وأضاف: كما عزز المجلس تفويض العملية بإضافة مهمتين مكملتين هما تدريب قوتي البحرية وخفر السواحل الليبيتين والمساهمة في تطبيق حظر الأسلحة الأممي في أعالي البحار قبالة سواحل ليبيا.
وأوضح وزراء الاتحاد أمس أنه من المرجح أن يدرب الاتحاد الأوروبي المجموعة الأولى المؤلفة من نحو 100 من حرس السواحل الليبيين، ودفعة أخرى بعد ذلك، وبحلول ذلك الوقت ستتسلم ليبيا عشرة قوارب كان طلبها الزعيم الراحل معمر القذافي من إيطاليا.ولا تستطيع قوة الاتحاد الأوروبي دخول المياه الإقليمية الليبية من دون طلب رسمي من السراج، والتي تحاول بسط سلطتها من طرابلس إلى باقي البلاد.
وقد ظهرت قوات بحرية موالية لحكومة حكومة الوفاق الوطني، التي يترأسها فائز السراج، وهي تقوم للمرة الأولى بتنفيذ دوريات بحرية قبالة سواحل سرت. ووزعت غرفة عمليات "البنيان المرصوص"، لقطات مصورة فيديو، تظهر فيها قوات من خفر السواحل خلال تأمينها ميناء سرت. فيما أعلنت غرفة عمليات الطوارئ في سلاح الجو التابع لهذه القوات أنها نفّذت غارتين جويتين استهدفت إحداها آليات وتمركزات لـ"داعش" بالقرب من ميناء الصيد، فيما استهدفت الغارة الأخرى مخازن ذخيرة تابعة لـ"داعش" قرب مجمع قاعات واغادوغو.
إلى ذلك، أعلنت مصادر عسكرية أن معارك وقعت أمس بين قوات الجيش وميليشيات إرهابية حاولت اقتحام مدينة أجدابيا، فيما شن الطيران الحربي غارات جوية استهدفت مواقع هذه الميليشيا جنوب أجدابيا. وقال العقيد أحمد، الناطق باسم الجيش الليبي، إن إرهابيين ينتمون إلى تنظيم القاعدة هاجموا أجدابيا من ناحية الجنوب قبل أن تنجح قوات الجيش في المدينة في صدها. فيما قال أكرم بوحليقة الناطق باسم غرفة عمليات أجدابيا إن ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب عشرة آخرون.
ويهدد الهجوم الذي يستهدف منطقة على مقربة من أجدابيا، التي تبعد مسافة قصيرة عن ثلاثة مرافئ نفطية وشمالي حقول نفط رئيسية، بفتح جبهة جديدة في الحرب بين القوى العسكرية التي تدعم الحكومتين المتنافستين المتمركزتين في طرابلس وفي شرق البلاد منذ عام 2014. وتسعى حكومة السراج منذ مايو/ أيار الماضي إلى أن تحل محل البرلمانين والحكومتين المتنافستين، وإلى دمج الكتائب الليبية في قوات الأمن الشرعية وبينها القوات الموالية لحفتر. لكن الصادق الغرياني، مفتي ليبيا المعزول من منصبه، أشاد في المقابل بدخول من سماهم بالثوار إلى أجدابيا، وطالب عبر برنامج تلفزيوني محلي مساء أول من أمس بمناصرة ثوار أجدابيا وميليشيا الدفاع عن بنغازي.
وفي أعنف هجوم على القائد العام للجيش الليبي، طلب الغرياني رفع قضايا ضد حفتر في بلده أميركا الذي يحمل جنسيته لجرائم القتل التي يرتكبها.