مرسيليا - المغرب اليوم
حقق حزب «التجمع الوطني» المنتمي لليمين المتطرف بزعامة مارين لوبان مكاسب تاريخية وفاز بالجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية الفرنسية، لكن النتيجة النهائية ستعتمد على تحالفات الأيام التي تسبق الجولة الثانية الأسبوع المقبل.
ووفقا للنتائج الرسمية التي أعلنتها وزارة الداخلية، اليوم (الاثنين)، حصل حزب «التجمع الوطني» المنتمي لليمين المتطرف وحلفاؤه على 33 في المائة من الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية. وجاء تحالف الجبهة الشعبية الجديدة في المركز الثاني بحصوله على 28 في المائة. وذكرت الوزارة أن تحالف الوسط الذي ينتمي له الرئيس إيمانويل ماكرون حصل على 20 في المائة.
وكانت استطلاعات لآراء الناخبين بعد خروجهم من مراكز الاقتراع قد أظهرت حصول حزب «التجمع الوطني» على نحو 34 في المائة من الأصوات.
«نريد فرنسا!»... بتلك العبارة علّق مؤيد لليمين المتطرف على تصدّر التجمع الوطني نتائج الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية، غير أن أصداء هذا الانتصار عكست انقساماً في البلد، ما بين «قلق» في مرسيليا جنوباً من وصوله إلى السلطة، و«فرح» في معقل زعيمته مارين لوبن في أقصى الشمال.
وحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، بعد صدور أول التقديرات في الساعة السادسة مساءً، التي أظهرت تصدّر التجمع الوطني بفارق كبير في فرنسا، عمّت البهجة في هينان بومونت؛ معقل اليمين المتطرف، وزعيمته مارين لوبن، التي أُعيد انتخابها، الأحد، من الدورة الأولى.
ومع بدء صدور هذه النتائج هتف مناصِروها بصوت واحد «مارين، مارين، مارين»، في إحدى صالات هذه المدينة؛ المعقل السابق لليسار، والتي يقودها اليمين المتطرف منذ عام 2014، تحت راية حزب «الجبهة الوطنية»، ومن ثم حزب «التجمع الوطني».
وجعلت المرشحة الرئاسية السابقة، التي خسرت في الدورة الثانية عامي 2017 و2022 أمام إيمانويل ماكرون، من هذه البلدة مختبراً لهذا الحزب اليميني المتطرف الباحث عن التطبيع، والذي تصدّر، الأحد، الانتخابات التشريعية، بعد أن فاز بالفعل في الانتخابات الأوروبية في 9 يونيو (حزيران).
قالت زعيمة اليمين المتطرّف، مارين لوبن: «نحن بحاجة إلى غالبية مطلقة»، وذلك أمام أنصارها المتطلّعين لرؤية الرئيس الشاب للتجمع الوطني، جوردان بارديلا (28 عاماً)، يتولى تشكيل الحكومة بعد الجولة الثانية الأحد المقبل.
وما إن انتهت من إلقاء كلمتها حتى تحرّك الحشد، واقتربت منها فتاة صغيرة تحملها أختها على كتفَيها، وهي تناديها بخجل «مارين»، ولكنها لم تسمعها.
وقالت لها أختها: «ارفعي صوتك»، قبل أن تطلب من صديقتها: «خذي هاتفي والتقطي الصور!».
وتختلف الأجواء بشكل جذري على بُعد نحو ألف كيلومتر، ففي الأحياء الفقيرة في مرسيليا، ثاني أكبر مدينة في البلاد وموطن الهجرة، يخشى عدد كبير من السكان وصول اليمين المتطرف إلى السلطة.
وقالت كوتارا، التي صوّتت لأول مرة بعد أن بلغت للتوّ 18 عاماً، وترتدي عباءة ووشاحاً أزرق: «لم آخُذ الأمر على محمل الجد، ولكن الآن، كلما أشاهد الأخبار أجد أن الأمر خطير».
ويشاركها هذا القلق جان فرنسوا بيبين (49 عاماً)، وهو مدرّب متخصص جاء للتصويت مع عائلته.
وقال إن «احتمال فوز اليمين المتطرف يثير قلقي؛ لأننا في مدينة شعبية ومتنوعة، وقد يهدّد ذلك الرفاهية التي نتمتع بها هنا، نحن مهدّدون بانتشار الخطاب العنصري في المؤسسات العامة».
وكان أكبر نادٍ لمشجعي نادي أولمبيك في مرسيليا، والذي يستقطب عدداً كبيراً من سكان المدينة، قد حذّر ما يقرب من 80 ألف شخص مرسيلياً، الذين صوّتوا لصالح جوردان بارديلا في الانتخابات الأوروبية، من أن «هذا الوقت خطير». وذكر أن «موجات الهجرة المتتالية أسّست لشعب مرسيليا وهويته المتنوعة».
وفي منطقة الألزاس الحدودية مع ألمانيا، تُعدّ بلدة فيسمبورغ الصغيرة أكثر محافظةً، إذ لا يُخفي بعض الناخبين نيات تصويتهم.
وعَدّ نجار يبلغ 58 عاماً، فضّل عدم الكشف عن هويته، يجلس في حانة «ميونيخ»، أن «الأمر غير قابل للنقاش، سيكون للتجمع الوطني».
وأكّد أن تصويته «ليس من باب العنصرية»، لكنه يريد ألّا يُسمح «لعدد ضخم من الناس» بدخول فرنسا.
وأوضح الرجل، الذي بدأ العمل في السابعة عشرة من عمره، ويريد التقاعد عند سن الستين، أنه «يتعين إحداث تغيير جذري... لا أعرف ما إذا كان الأمر سيكون أفضل بعد ذلك (...)، لكن يجب المحاولة الآن».
وفي مركز الاقتراع، الموجود في مكتب الخدمات السياحية، تستعد كونستانس (22 عاماً) للإدلاء بصوتها لصالح تحالف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري.
وتتحدّث هذه الطالبة في كلية الهندسة المعمارية عن «تصويت اضطراري»، لكنها ترفض انتقاد ناخبي الجبهة الوطنية. وقالت: «يجب ألا نلوم الناس، إنه نتيجة للسياسات التي انتُهجت لسنوات...».
قد يٌهمك ايضـــــاً :
بدء التصويت بالانتخابات التشريعية في فرنسا وتوقعات بتقدم اليمين المتطرف
الخارجية الفلسطينية تطالب بإدانة تبريرات المتطرف بن غفير وأتباعه