الدار البيضاء - جميلة عمر - صور أمين مرجون
دخل حي الرحمة، أو "المشروع" كما یلقبھا القاطنون من المرحلین من عدد من الدواویر ودور الصفیح في الدار البیضاء الذين يقدر عددهم بعشرة آلاف ، مساء الإثنين إلى المجال الحضري ، بعد إحداث مفوضية للشرطة في حي الرحمة.
وتأتي الخطوة الملحة والضروریة، من أجل العمل على استتباب الأمن بھذه المنطقة، التي عرفت الانفلات الأمني، مع ارتفاع الجرائم خصوصًا السرقة والاعتداء على المارة.
وظلت عناصر الدرك الملكي عاجزة في ظل محدودیة عناصرها، والامكانیات المتاحة لھا، عن توفیرالأمن لقاطني حي الرحمة
وكانت المنطقة في التسعينات عبارة عن أراض فلاحية بعيدة عن مخططات التعمير، وبما أن الطبيعة لا تقبل الفراغ فقد تحولت مساحات منها إلى مبان عشوائية بنيت في غفلة من السلطات آنذاك، قبل أن تأتي مبادرة الملك الداعية إلى الإسراع بتوفير السكن الكريم لتلك الفئات والقضاء على مدن الصفيح بها، وهو المشروع الذي تحقق فعلا منذ 2007، إذ تم حذف عشرات الدواوير من المنطقة، سيما بين طريقي مولاي التهامي وطريق آزمور، لتبدأ ألآليات في تسوية الأرض استعدادا لبناء المشاريع، ومكن الوعاء العقاري المخصص لهذه المهمة من استيعاب الدواوير والمدن الصفيحية التي كانت تشوه مدخل المدينة المليونية من الجنوب الغربي، ودائما بعمالة النواصر، وبالضبط جماعة دار بوعزة، يهدف مشروع “مدينة الرحمة” ، إلى خلق 3250 تجزئة سكنية.
و انطلق تحقق المشروع فعليًا، إذ أن الجزء الأول من المشروع هم 1500 تجزئة لصالح 3000 مستفيد، تم تسليمها في غشت 2007 من السنة نفسها، وكانت أول من استوطنها المرحلون من دور الصفیح من قبیل: باشكو، صاكة الغازي، دوار التوینشات، دوار بنت الجزار
ووياجه السكان مشكلة وهي أن السكان الذين سكنوا المنطقة، لا تجمعهم روابط، وينظرون إلى بعضهم البعض بنوع من التعالي، إلى درجة أنهم " أي السكان" حافظوا على تسميات التجمعات التي جاؤوا منها، فهؤلاء أبناء دوار السكوم وأولئك أبناء السيلبات وحارث حمري، وآخرون من أبناء باشكو، وغير ذلك من عناوين المناطق التي رحلوا منها في إطار سياسة إعادة الإيواء وتوفير السكن اللائق
و أدى التجمع السكاني إلى تفریخ ظواھر إجرامية وعدوانیة، خصوصًا في ظل الانحراف الذي تعیشھا عینات كثیرة من أبناء ھذه المناطق، وھو الأمر الذي فتح الباب أمام اعتراض سبیل المارة، وترویج المواد المخدرة ، والسكر العلني واستھلاك الممنوعات