تازة - رشيدة لمحلاوي
شرع المستشفى الميداني الذي أقامته القوات المسلحة الملكية في المحافظة القروية (مغراوة) في تازة، في تقديم خدماته في مختلف التخصصات، ابتداءً من يوم الجمعة.
وأقيم هذا المستشفى تنفيذا للتعليمات الملكية السامية بالتعبئة لمواجهة موجة البرد القارس التي تعرفها عدة جهات، وتقوية التغطية الطبية لفائدة ساكنة المناطق النائية في القرى والجبال.
واستقبل المستشفى المئات من ساكنة هذه الجماعة القروية النائية للاستفادة من الاستشارات والتدخلات التي يوفرها، خاصة أنه يتضمن كل التجهيزات والمعدات التي تمكنه من المساهمة في التخفيف من معاناة سكان جماعة (مغراوة) والنواحي.
ويؤطر هذه البنية الاستشفائية التي تحتوي على قاعات للحالات المستعجلة ومرافق للعلاجات وأخرى للاستشارات، فضلا عن مختبر للتحليلات الطبية، طاقم مؤهل وفي تخصصات مختلفة، وسيعمل بفضل التجهيزات المتوفرة على تقديم كل الخدمات بما فيها العمليات الجراحية.
ويكمن الهدف من إقامة هذا المستشفى في تحسين الخدمات الصحية لفائدة الساكنة في المناطق النائية وتحسين ولوجهم إلى الخدمات الأساسية، لا سيما في هذه الفترة التي تعرف انخفاضا شديدا في درجات الحرارة وسقوط كميات كبيرة من الثلوج.
كما أنه يندرج في إطار سياسة القرب لفائدة هذه الساكنة، التي تقضي باتخاذ الإجراءات القمينة بالتخفيف من آثار موجة البرد، واستقبال المرضى وتمكينهم من العلاجات، وكذلك فك العزلة عن الفئة القاطنة في الدواوير النائية والتي تجد صعوبة في التنقل إلى المراكز الصحية ومستشفيات المدن المجاورة.
وتحتاج ساكنة هذه المناطق إلى خدمات واستشارات طبية في مختلف التخصصات منها الطب العام، والجهاز الهضمي، والحمل والتوليد، وطب الأطفال، وطب العيون وأمراض القلب والشرايين، والجراحة العامة، وطب الأسنان، فضلا عن حاجتهم إلى التحليلات الطبية.
كان الملك محمد السادس أعطى تعليماته السامية لوزارتي الداخلية والصحة وكذلك للقوات المسلحة الملكية والدرك الملكي ومؤسسة محمد الخامس للتضامن، من أجل التعبئة لمواجهة آثار موجة البرد والصقيع الناتجة عن انخفاض درجات الحرارة بالعديد من المناطق بالمملكة خاصة بالأطلسين الكبير والمتوسط، مع تقديم الدعم والمساعدة للمواطنين للحد من آثار موجة البرد والتساقطات الثلجية خصوصا في المناطق الجبلية.
وتنفيذا للتوجيهات الملكية السامية، تواصل السلطات العمومية، بشراكة وتنسيق مع مختلف المصالح والجهات المعنية، تدخلاتها لفك العزلة عن المناطق المستهدفة ومساعدة ساكنة المناطق الجبلية والنائية على مواجهة البرد القارس.
ومنذ 22 نوفمبر الماضي حتى 21 يناير الجاري، شملت تدخلات السلطات العمومية خدمات طبية متعددة استفاد منها ما يفوق 50 ألف شخص، وذلك من خلال مستشفيين عسكريين في كل من أنفكو في إقليم ميدلت وواويزغت بإقليم أزيلال، ومستشفى تابع إلى وزارة الصحة بالقباب في إقليم خنيفرة، كما استفاد 50 ألف شخص آخرين من القوافل والحملات الطبية المتعددة التخصصات.
كما قامت مؤسسة محمد الخامس للتضامن والسلطات المحلية بعمليات لتقديم المواد الغذائية والأغطية والملابس، استفاد منها ما يزيد على 25 ألف شخص، بينما تم إيواء وتوفير الرعاية لـ1560 شخصا دون مأوى في المراكز الاجتماعية المختصة.
وعلى إثر التساقطات الثلجية التي تعرفها حاليا بعض مناطق المملكة، والتي أدت إلى قطع بعض الطرق، عبأت السلطات العمومية كل الموارد البشرية والوسائل اللوجستيكية الضرورية، من خلال توفير ما يفوق 880 من الآليات المتخصصة في إزاحة الثلوج لإعادة فتح المنافذ الطرقية.
يذكر أنه تمت تعبئة عشر مروحيات تابعة إلى مصالح الدرك الملكي وأربع أخرى تابعة إلى وزارة الصحة، وما يفوق 1200 سيارة إسعاف للتدخل في الحالات الطارئة، فضلا عن تجنيد 1400 شخص بجميع الدوائر المعنية بموجة البرد، مزودين بوسائل الاتصال لإخبار السلطات العمومية بكل طارئ.