الدار البيضاء - جميلة عمر
أكدت مطادر مطّلعة أن وزير الثقافة والصناعة التقليدية الناطق الرسمي باسم الحكومة، محمد الأمين ولد الشيخ، قد صرح الخميس بأن "الأمور طبيعية" مع المملكة المغربية، نافيا ما تداوله الإعلام مؤخرا عن توتر على الحدود بين البلدين.
ورد ولد الشيخ خلال مؤتمر صحفي مساء خميس، على سؤال حول وجود قوات عسكرية مغربية على الحدود الموريتانية، قائلا: “لا وجود لأي شيء يلفت الانتباه مع المغرب، لا على المستوى الاقتصادي ولا على المستوى السياسي ولا على المستوى العسكري”، مضيفًا أن “الأمور طبيعية وما تم تداوله مجرد كتابات تظهر من هنا وهناك تعبر عن رأي كاتبها فقط”، على حد تعبيره
وكشفت جهات دبلوماسية،أن هناك تحرك بين البلدين من أجل محاربة أنشطة التهريب المنتشرة في المنطقة، وسبق لمصادر سياسية في نواكشوط، أن كشفت عن توتر دبلوماسي بين المغرب وموريتانيا، بلغ حدا من تدهور العلاقات الدبلوماسية غير المسبوق بين البلدين ، و أكد الدبلوماسي الموريتاني ، أن هناك سبببين رئيسيين وراء توتر العلاقات، أولهما مبادرة موريتانيا باستضافة القمة العربية التي اعتذرت عن استضافتها المملكة المغربية، في توقيت كان مثيرا للتساؤلات، ولأسباب غير مبررة.. والعامل الثاني وراء تدهور العلاقات مع المغرب، يرجع إلى المناخ الدافيء لعلاقات موريتانيا مع الجزائر
وأفاد صبري لحو الخبير في القانون الدولي والهجرة ونزاع الصحراء، أن موريتانيا لا تملك أي حق في التدخل في شؤون الصحراء، إلا أن موقفها اليوم يحكمه عنصران: الأول يتمثل في الاتفاق المبرم بينها وبين البوليساريو. والثاني سعيها إلى إقامة كيان بينها وبين المغرب. ويأتي هذا المسعى بالنظر إلى ما يدور في مخيلة وفكر الشعب الموريتاني، والذين لا يزال يعتقد أن “المغرب بلد توسعي، وأنه كان يطالب بضم موريتانيا إلى غاية سنة 1969”. والموريتانيون اليوم، مضيفًا “يحبون إقامة دولة فاصلة بينهم وبين المغرب، بفعل هذا التراكم الثقافي والفكري الذي ترسخ لدى موريتانيا، ولّد مع الزمن هذه الصورة النمطية عن المغرب، ومشيرًا إلى أن المنطقة التي تدعى “قندهار”، الفاصلة بين الحدود الشمالية لموريتانيا والحدود الجنوبية للمغرب، هي “منطقة يغيب فيها حكم القانون، فليس هناك أي سيطرة مادية للمغرب، وليس هناك وجود للبوليساريو، وليس هناك وجود لوحدات الدرك الموريتاني، هي أرض خلاء، وقفر مترامي الأطراف يتم استغلاله من طرف عصابات الاجرام ومختلف شبكات الجريمة المنظمة من مهربي السيارات وغيرهم.
وشدد لحو على أن هذا الغياب التام لمنطق القانون بمنطقة يعتبرها المغرب أرض تابعة له، تمتد حتى المحيط الأطلسي حيث توجد الكويرة، إلا أنه لم يجسد ذلك الحضور لا على "المستوى الاداري، ولا على مستوى التواجد السكاني، فولوج المغرب إليها لا زال يتم عبر نواديبو الموريتانية".