الدار البيضاء ـ جميلة عمر
واصلت المحكمة برئاسة القاضي فارح بوشعيب، مساء الاثنين، الجلسة السرية الخامسة لمحاكمة الصحافي توفيق بوعشرين، وخلالها طُرحت نقطة مهمة تمت المطالبة بها خلال الدفوعات الشكلية، وأصدر فيها قرار من طرف هيئة المحكمة، والمتعلقة بسرية الجلسات، وفق قانون المسطرة الجنائية، والذي اعتبره بعض المحامين انتهاكًا صريحا للسرية المنصوص عليها وفق قانون المسطرة الجنائية، في حين أن المحامين الذين ينوبون في الملف اعتبروا ما يُنشر ببعض المواقع الالكترونية "تحويرًا في تصريحات التي أدلت بها المصرّحات"، مما يشكّل معه حسب مصدر قضائي تأثيرًا على الضحايا وخصوصًا المصرّحات في الجلسات المقبلة.
الجلسة السرية الخامسة التي شهدتها القاعة 8 بمحكمة الاستئناف في الدار البيضاء، شهدت مواجهة قوية بين بوعشرين وكاتبته الخاصة، بعد اتهامها له بتهم خطيرة، اضطر من خلالها الصحافي مغادرة القاعة ، وهو ما اعتبرته السيدة (أ.ح)، "فرارًا من الحقيقة"، بينما أكّد محاميه أن موكّله انسحب لأنه "لا يستطيع سماع الأكاذيب أكثر".
وخلال الاستماع إلى المُصرّحة (أ.ح)، أكدت أن مدير "ميديا 24" كان يستغلها جنسيا، وأنه مارس عليها الجنس وهي في مرحلة المخاض، وقد كانت تصريحاتها والتي استمرت إلى الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل صادمة، خاصة حين كشفت أن بوعشرين، كان يطلب منها باستعمال لسانها في الممارسات الجنسية، مضيفة للقاضي “كان يقول لي أنت ملكي، أحسست أني من سباياه وأني عبدة له، أشبعني ضربا، وأصبحت معه دمية جنسية، مارس عليّ الجنس وأنا حامل".
أما بوعشرين فقد نفى نفيا قاطعا أن يكون قد استغل (أ.ح)، أو أنه استغل وضعها الاجتماعي، مؤكدا أنها تتقاضى أجرا محترما وتملك سيارة وشقتين.
أما (و،م) الناشطة السابقة بحركة عشرين فبراير، والتي عملت صحافية في يومية “أخبار اليوم” لفترة زمنية قصيرة، صرحت خلال جلسة أمس، أن بوعشرين حاول ممارسة الجنس معها بالقوة لكنها تصدّت له، وقام بوضع يده على فمها وأنفها، وذلك لكتم صوتها، لكنها استطاعت أن تهرب منه، كما اتهمته الناشطة وداد ملحاف بتهم خطيرة، كالوساطة بين شخصيات عربية وسيدات مغربيات، مؤكدة أنه عرض عليها الزواج بمدير "العربي الجديد"، وائل قنديل، لكنها رفضت، حسب قولها.
وفي موضوع ذي صلة بهذه الاتهامات كانت مجموعة من الرسائل التي تم تسريبها مؤخرا، جمعت بين بوعشرين ووداد ملحاف بخصوص حوار أجرته مع الياس العماري الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، عندما كانت تعمل في جريدة “أخبار اليوم”، حيث أظهرت الرسائل أنها كانت تطلب من الصحافي تغيير بعض العبارات في الحوار بطلب من إلياس لكنه رفض ذلك، وتتضمن الرسائل “نكت” جنسية، منها إلى الصحافي الذي نبهها في إحدى الرسائل بأن الحساب الذي تبعث له فيه الرسائل هو حساب مفتوح للعموم، هذه الرسائل التي لم يؤكد أحد إلى حد الآن صحتها أو أنها خاطئة أو مفبركة، وهي الرسائل التي تم تداولها على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي
جواب بوعشرين عن تصريحات وداد، هو "أنها التحقت بجريدة “أخبار اليوم”، ووقّعت عقدا كانت تعمل بموجبه في المؤسسة، والتاريخ الذي يوثق فيه الفيديو المفترض يقابل يوم عملها بالمؤسسة الإعلامية، إذن سيدي الرئيس كيف يمكن لواحدة تعرضت للاغتصاب أن تستمر في العمل في مؤسسة مُغتصبها، وأن تقبل توقيع العرض أصلا"، وأضاف "ملحاف تمتلك شركة خاصة وهي ليست بحاجة إلى أحد، ولم يستغلها أحد بسبب ظروفها المادية، متسائلاً “كيف لناشطة سابقة في 20 فبراير، خرجت لشارع لمواجهة المخزن وكانت تنادي بالملكية البرلمانية، أن تستسلم لشخص حاول اغتصابها، طبعا هذا درب من الخيال".