تونس - حياة الغانمي / الجزائر - ربيعة خريس
تطرق رئيس الجمهورية التونسية الباجي قائد السبسي، إلى ما "تعيشه المنطقة العربية من أوضاع غير مسبوقة من الاضطراب، وعدم الاستقرار بسبب استمرار النزاعات وبؤر التوتر وتنامي التهديدات"، وهو ما يستوجب من المجموعة العربية، العمل على تحقيق المزيد من الانسجام والتوافق في المواقف والرؤى.وأضاف في كلمة ألقاها، الأربعاء خلال القمة العربية الثامنة والعشرين التي انطلقت أشغالها في البحر الميت في الأردن، أن "المسؤولية الجماعية تكمن في اعادة الأمل للمواطن العربي من خلال "الترفع عن الخلافات مهما استعصت" وبث قيمة التضامن العربي وتوطيد علاقات التعاون والتكامل"، كما أفاد قائد السبسي أن الأمة العربية بما تزخر به من قيم انسانية نبيلة وثروات بشرية ومادية مهمة، قادرة على الخروج من "حالة الوهن" التي تعيشها، مؤكدًا أن هذا الهدف لن يتحقق "ما لم تتخلص المنطقة من أزماتها وتجد الحلول الملائمة لمختلف القضايا القائمة" .
وأبرز رئيس الجمهورية أن القضية الفلسطينية العادلة تظل في صدارة الأولويات اعتبارًا، لرمزيتها العالية ومكانتها في الوجدان العربي، ولتأثير عدم تسويتها على الاوضاع في المنطقة وفي العالم، مطالبًا في هذا الصدد إلى إحكام التنسيق بين الدول العربية، وتكثيف التحركات من أجل انجاح الجهود والمبادرات الرامية، إلى استئناف عملية السلام على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين، وفيما يخص الملف الليبي، بين قائد السبسي أن هذا الملف "يشكل مبعث قلق وانشغال كبيرين" لتونس التي حرصت منذ البداية على تحمل مسؤولياتها في مساعدة الاشقاء الليبيين على تجاوز خلافاتهم وتشجيعهم على الحوار والتوافق وتغليب المصلحة العليا لبلادهم".
وذكر في هذا الصدد بالمبادرة التي تقدمت بها تونس وحظيت بانضمام الجزائر ومصر لها، لتهيئة الارضية لجمع مختلف الاطراف حول طاولة المفاوضات للاتفاق على تسوية سياسية شاملة ليبية/ليبية تضمن وحدة ليبيا وسيادتها وترفض الحلول العسكرية وتدعم دور الامم المتحدة كمظلة اساسية لاي حل سياسي.
وتطرق السبسي للأزمة السورية فبين أن هذه الازمة بما أحدثته من خسائر فادحة في الارواح ودمار غير مسبوق ومعاناة انسانية شديدة ، اثبتت بان الخيارات العسكرية لا يمكن أن تكون الحل" وأنه لا مناص من الاحتكام الى الحوار والوفاق لتحقيق التسوية السياسية التي تمثل المخرج الوحيد من هذا الوضع الكارثي، وشدّد في هذا السياق على ضرورة تضافر الجهود الاقليمية والدولية من أجل ضمان التزام جميع الاطراف باتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوصل إليه في ديسمبر/كانون أول 2016 ومواصلة الحوار السياسي برعاية الأمم المتحدة.
ومن جهة اخرى أثار قاىد السبسي الوضع في اليمن باعتباره ''مصدر انشغال وقلق لجميع العرب'' ، مجددا دعوته لجميع الفرقاء اليمنيين للجنوح نحو الحل السياسي عن طريق الحوار والتفاوض.وأكد رئيس الجمهورية أن هذه الاوضاع الماساوية ساهمت بشكل كبير في انتشار التطرف والارهاب وتمدد التنظيمات الارهابية في أجزاء من دول المنطقة مستغلة حالة الانفلات والفوضى السائدة مضيفًا أن ''الارهاب الذي يستهدف الجميع دون استثناء يمثل الخطر الاكبر على الامن القومي العربي والمصالح الحيوية لبلدان المنطقة''.