بروكسل - المغرب اليوم
أعلنت المفوضية الأوروبية عن تأييدها موقف إسبانيا الجديد الداعم لاعتبار الصحراء الغربية منطقة تتمتع بحكم ذاتي تابعة للمغرب.وقالت نبيلة مصرالي، المتحدثة باسم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل "يرحب الاتحاد الأوروبي بأي تطور إيجابي في العلاقات الثنائية بين دوله الأعضاء والمغرب، والذي من شأنه أن يفيد في تطبيق الشراكة الأوروبية المغربية".
وبينما يعتبر المغرب الصحراء الغربية تابعة له، إلا أن حركة البوليساريو، المدعومة من الجزائر، تسعى للاستقلال عن الرباط.وعلى مدى سنوات، كانت إسبانيا من بين الدول الداعمة لإجراء استفتاء في الصحراء الغربية على الاستقلال لتقرير مصيرها قبل أن تعدل من موقفها يوم الجمعة الماضي في خطوة في خطوة من المتوقع أن تساهم في تحسين العلاقات المتوترة بين البلدين وكان المغرب قد أشاد بموقف الحكومة الإسبانية من المبادرة المغربية بشأن الحكم الذاتي في الصحراء وإعتبرها بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف" المتعلق بالصحراء المغربية.
وفق ما أعلنه بيان للديوان الملكي المغربي.وأعتبر أن تصريحات سانشيز من شأنها أن تذيب الجليد بين الجارتين، بعدما عرفت العلاقات فتورا دبلوماسيا، بسبب استقبال اسبانيا لزعيم البوليساريو في أبريل 2021، قصد العلاج، وقال محللّون سياسيون إن الدبلوماسية الهادئة التي انتهجها المغرب نجحت في تحقيق انتصار استراتيجي جديد على مستوى ملف الصحراء المغربية.وقال هؤلاء إن رسالة رئيس الحكومة الإسبانية للملك محمد السادس، تمثل مؤشرا على دخول العلاقات بين البلدين في مرحلة إيجابية هادفة يمكنها أن تشكل نقطة تحول استراتيجية في إطار دينامية حبلى بالعوامل المشجعة".
ووصف الموقف الإسباني الجديد الذي أثار حفيظة الدبلوماسية الحزائرية ان تعبيراً إسبانيا بوضوح عن قناعاتها بخصوص قيمة مبادرة الحكم الذاتي التي قدمتها المملكة المغربية سنة 2007، كحل منطقي ومرجعي للنزاع الاقليمي حول الصحراء المغربية ومركزية وحدة أراضي البلدين يمثل التزاما جديدا لإسبانيا مع المغرب كشريك استراتيجي أساسي في شمال إفريقيا. "وتوقعت أوساط مختلفة أن يحقّق المغرب مكاسب كثيرة من الموقف الإسباني الجديد ، نظراً للدور التاريخي والتقليدي الاسباني في ملف الصحراء المغربية، والاستدارة في موقفها وتكييفه مع مصالح المغرب يبقى لافتا وغير مسبوق.
وأثنى المراقبون على الحنكة و الدبلوماسية الملكية التي أحدثت تأثيرا كبيرا في الموقف الإسباني، الذي ركّز على حقيقة واضحة تؤكد أن هدف المغرب لم يكن إنهاء الأزمة مع إسبانيا فقط، بل حصول تغيير استراتيجي في موقفها بخصوص الصحراء المغربية."وأقر دبلوماسيون أجانب في الرباط أن المملكة المغربية استثمرت علاقاتها الدولية لتحقيق أهدافها الاستراتيجية، فالموقف الإسباني حطم أوهام البوليساريو، كما أن القرار منسجم مع الأسس المعيارية لقرارات مجلس الأمن، خاصة القرار 2602 ، جاء بمثابة إضافة لقناعة مدريد الواضحة لجهة مكانة المملكة المغربية في الفضاء الإقليمي وما تمثله قضية الصحراء المغربية بالنسبة للمغاربة ومدى الترابط الوثيق بين مصالح البلدين جيواستراتيجياً واقتصادياً وأمنياً".
ومثل هذا لم يفسح المجال أمام مدريد لتتجاهل فرص التعاون المشترك بين البلدين بحكم طبيعة العلاقات الثنائية المغربية - الإسبانية كواحدة من أهم العلاقات بين بلد أوروبي، وبلد إفريقي لما تتمتع به من زخم، وتاريخ حافل، ومستقبل واعد لدى البلدين في الفضاء الأورو متوسطي".وأثنى رئيس الحكومة الإسبانية الأسبق، الاشتراكي خوسي لويس رودريغيز ثاباتيرو على مخطط الحكم الذاتي المقترح من طرف المغرب من أجل تسوية النزاع حول الصحراء المغربية، مؤكدا أن الموقف الجديد لبلاده بشأن هذا الملف "ذكي سياسيا".وقال ثاباتيرو، في حديث للإذاعة الإسبانية "كادينا سير" إن "الصحراء تعد قضية رئيسية بالنسبة للمغرب. ويبدو أن فتح الطريق ودعم الحكم الذاتي قرار ذكي من الناحية السياسية".
وأشار إلى أن المقترح المغربي يحظى بالتأييد من قبل مجموعة من الدول الأوروبية، وينبغي تدارسه على مستوى الأمم المتحدة، بغرض إيجاد تسوية لهذا الخلاف الذي طال أمده، مذكرا بأنه كان دوما يساند مقترح الحكم الذاتي منذ تقديمه سنة 2007.وأوضح الزعيم الاشتراكي السابق أن موقف إسبانيا الجديد، الذي عبر عنه رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، في رسالة وجهها الملك محمد السادس، يفتح الطريق أمام صفحة جديدة في التعاون القائم بين البلدين.
وتمهد عملية طي صفحة الخلاف مع إسبانيا لإرتياح في الأوساط الاقتصادية البلدين في هذا الصدد، ستدفع بالعلاقات الاقتصادية والتجارية نحو مزيد من التطور في إطار الشراكة الاستراتجية بين المغرب والاتحاد الأوربي التي تعتبر إسبانيا أن المبادلات التجارية بين ، المغرب والاتحاد الأوربي تمثل 53.7 في المئة من مجموع المبادلات التجارية المغربية سنة 2020 ومن المتوقع أن تتطور مستقبلا بعد تبديد الشكوك وبناء الثقة بين الطرفين، وطي صفحة الفتور في العلاقات الثنائية، خصوصا بعد التوتر غير المسبوق بين البلدين، الذي أعقب استقبال إسبانيا لزعيم جبهة البوليساريو للعلاج".
قد يهمك أيضَا :
إستئناف العلاقات المغربية الإسبانية يعيد إلى الواجهة "النقاط الخلافية"
شخصيات سياسية تدعو دول أوروبية أخرى إلى السير على خطى إسبانيا بخصوص قضية الصحراء