الدار البيضاء ـ جميلة البزيوي
تمكنت الفرقة الولائية للشرطة القضائية، أن تحل لغز جريمة قتل بشعة ذهب ضحيتها طالب طب في العشرينات من عمره، حلم أن يكون جراحا كبيرا تتراقص أدوات الجراحة في يده، و أمله أن يستفيق مريضه وهو في صحة جيدة، لكن الأقدار عكست حلمه لتختطفه المنية تاركا حزنا عميقا لدى زملائه، أما عائلته لم يستفيقوا من الصدمة بعد.
وحسب تسريب بعض المعلومات من التحقيقات الأولية، الطالب "حمزة" الذي قتل رميا بالرصاص ليلة أمس بمقهى بمراكش لم يكن الهدف الحقيقي للعصابة الإجرامية. فالضحية ضرب موعدا مع أصدقائه منهم فاطمة الزهراء، والصحافي "المهدي المستاري" سابق بمجلة مغرب اليوم، الساعة السابعة مساء من يوم الخميس، والتقى الأصدقاء وجلسوا بشرفة المقهى، وتناولوا القهوة و أثناء مناقشتهم مواضيع عدة، فوجئوا بالرصاص يخرق أجسادهم، وكانت الأولى والثانية صوبت في عين حمزة ورأسه، والثالثة في اتجاه فاطمة الزهراء وعند ومحاولة المهدي الفرار أصيب في ساقه بالرصاصة الرابعة. وكان القاتلان المأجورين مخطئين في تصفية الضحية الذي اشتبه لهم مع الهدف المفترض.
والمستهدف الوحيد في هذه الجريمة هو صاحب المقهى الذي يحل حاليا في ضيافة الشرطة، من أجل تكثيف التحقيق معه. كما تشير أخبار المتسربة من التحقيق مع الموقوفين الستة، إلى أن راعي هذه العملية الإجرامية هو مغربي يعيش في هولندا، لديه نزاع مع صاحب مقهى "لا كريم"، الذي كان أيضا في هولندا. وكان مرتكبي الجريمة موجهان لتصفية مالك المقهى، الذي كان جالسا بالقرب من الطالب الضحية قبل وقت قصير من دخول المجرمين المقنعين، وكانت النتيجة أنهما أجهزا على الضحية الخطأ.
وتبين من خلال التحقيقات أن الأمر يتعلق بتصفية للحسابات بين الرجلين، على خلفية أنشطتهما في الإتجار في المخدرات وغسيل الأموال، وأعلنت مديرية الأمن الوطني أن المدبر الرئيسي الذي حرض وأمر بارتكاب هذه الأفعال الاجرامية، له علاقة مباشرة بشبكة إجرامية لها امتدادات في بعض الدول الأوروبية، والتي تنشط في مجال التهريب والاتجار الدولي في المخدرات والمؤثرات العقلية وغسيل الأموال والابتزاز.
وحسب بيان الأمن فإن الأمر يتعلق بشخص مطلوب القبض عليه، ينشط في مجال غسيل الأموال والإتجار الدولي في المخدرات والابتزاز، وتتواصل عمليات البحث لتحديد مكان وجوده بهدف إيقافه. وأوقفت مصالح الأمن خلال الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، ستة أشخاص بمدينة الدار البيضاء يشتبه في صلتهم بجريمة القتل العمد بواسطة السلاح الناري، التي وقعت بأحد المقاهي بالحي الشتوي في منطقة جليز في مراكش، بينما ماتزال عمليات البحث والتحري تتواصل في هذه القضية، بهدف إيقاف جميع المتورطين في تنفيذ أو تسهيل أو التحريض على ارتكاب هذه الجريمة.