الدار البيضاء- جميلة عمر
دعا رئيس المجلس الفيدرالي النمساوي رينهار طود، إلى ضرورة تعزيز وتعميق علاقات التعاون والشراكة بين البلدين والارتقاء بها إلى مستوى متقدّم يخدم المصالح المشتركة البلدين.
وأبرز المسؤول النمساوي خلال مباحثات أجراها مع الوفد البرلماني المغربي بقيادة حكيم بن شماش، أهمية ودور البعد البرلماني في بناء علاقات نموذجية وشاملة، وقال رئيس المجلس الفيدرالي النمساوي إن "الاتحاد الأوربي يدرك جيدا مدى أهمية الدور الذي يلعبه المغرب في منطقة المتوسط وأفريقيا، وبالتالي فهو يدعم بقوة هذه الجهود ويسعى إلى الرقي بالتعاون والشراكة مع المملكة إلى أقصى الحدود".
وأكد المتحدث النمساوي أن مواجهة المخاطر الأمنية تتطلب تعاونا أكبر، وأن المغرب مؤهل ليكون شريكا فريدا ومتميزا للاتحاد الأوروبي خاصة أنه قطع أشواطا مهمة للغاية في مجال الإصلاحات السياسية والاقتصادية، مضيفا أنه يهنّئ المغرب على التطورات الإيجابية التي يعرفها البلد، وأن النمسا تعمل على دعم المغرب في مواجهة التحديات التي يواجهها.
من جانبه، شدد بن شماش على أنّ الدول الأوربية يجب عليها أن تدرك جيدا أن استمرار ما يسمى بـ"جبهة البوليساريو" في سعيها للمس بالوحدة الترابية للمملكة يُفاقم من مخاطر الهجرة والتهديدات الإرهابية، مضيفا أن الجبهة تعمل على زعزعة استقرار المنطقة من خلال علاقاتها المفضوحة بالتنظيمات المتطرفة في المنطقة، وأنها ترتبط بهذه التنظيمات وأن كلّ الأدلة تؤكد هذا الأمر.
ودعا رئيس الوفد البرلماني المغربي الدول الأوروبية إلى التصدي للتلاعبات التي تعرفها المساعدات الإنسانية الموجهة لهذه الحركة الانفصالية والتي يؤيدها دافعو الضرائب الأوروبيون.
وأكد بن شماش أن بعض الدول الأوربية بدعمها لهذه الحركة الانفصالية فإنها تزيد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة، بالنظر إلى التحالف الموضوعي بين هذه الحركات الانفصالية والتنظيمات المتطرفة، مشيرا إلى أن المغرب يتطلع دائما إلى مزيد من التعاون والشراكة مع جيرانه الأوروبيين، خاصة أن المملكة تتوفر على المقومات لتكون شريكا من الدرجة الأولى، بفضل الأوراش الكبرى التي باشرها المغرب تحت رعاية الملك محمد السادس، خاصة في مجالات حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين، وتدبير ملف الهجرة الذي يعتبر المغرب نموذجا واستثناء في تعامله مع هذه الظاهرة العابرة للحدود، من خلال سياسته الوطنية لمعالجة مشاكل الهجرة.