الرباط - المغرب اليوم
حادث الطفل ريان، الذي سقط ببئر عمقها ثلاثون مترا، سلط الضوء من جديد على واقع حفر الآبار العشوائية في المناطق القروية بالمملكة، بالنظر إلى الخطر الذي تشكله على سلامة المواطنين من جهة، والتحدي الذي تطرحه على مستوى الفرشة المائية من جهة ثانية. ولا تتوفر الدولة على دراسة إحصائية مضبوطة بخصوص أعداد الآبار التقليدية المهترئة التي لم تعد صالحة للاستعمال، في ظل تنامي “أزمة العطش” بالعديد من الدواوير الجبلية، ما يتطلب ضرورة تدخل السلطات المعنية قصد الحد من الظاهرة. وفي هذا الصدد، قالت إلهام بلفحيلي، باحثة في التغيرات المناخية ورئيسة جمعية “إنماء للتضامن والتنمية المستدامة”، إن “المغرب يتوفر على ثلاثة أنماط من الآبار، أولها الآبار التقليدية المهترئة، والآبار التي تسيرها جمعيات المجتمع المدني لتزويد السكان بالمياه الصالحة للشرب، والآبار العصرية التي تندرج في إطار مخطط المغرب الأخضر”.
وأضافت بلفحيلي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “هذه الأنماط المعتمدة تتطلب دراسة تقنية مفصلة من أجل استيعاب خطرها، لا سيما أن العديد من القرى والدواوير تعتمد على الآبار للحصول على المياه الصالحة للشرب، وذلك بغرض البحث عن حلول آنية ومستعجلة لهذا الموضوع”. وأوضحت الباحثة عينها أن “الدولة، عبر مخطط المغرب الأخضر، تساعد الفلاحين على حفر الآبار العصرية لسقي الأراضي الزراعية، لكن الإشكال يكمن في الآبار التقليدية التي لا يتم ترميمها بعد نهاية الاستعمال، ولا نتم العناية بها لأنها تشكل خطرا على المارة”.
وتابعت المتحدثة، ضمن إفادتها، بأن “ما وقع للطفل ريان في إقليم شفشاون مجرد نموذج لعشرات الحوادث التي تقع يوميا في مختلف ربوع التراب الوطني بسبب هذه الآبار التقليدية”، مشددة على أن “الدولة مطالبة بالبحث عن بدائل جديدة لتزويد السكان بالمياه الصالحة للشرب”. ولفتت الفاعلة الجمعوية إلى أن “أغلب القرى تعتمد على الآبار التقليدية للحصول على المياه الصالحة للشرب، لكن ذلك يكون مستساغا لما تشرف عليها جمعيات مدنية، بشراكة مع السلطات المحلية، حيث يتم استخلاص فواتير رمزية من السكان لصيانتها الدورية، بينما يكمن الخطر الحقيقي في الآبار المتهالكة التي تشكل خطرا على الناس”.
قد يهمك أيضاً :
سقوط طفل في بئر بشفشاون و المحاولات مستمرة لانقاذه
نجوم الفن يطالبون بالدعاء للطفل المغربي ريان بعد سقوطه في البئر والتعليقات المؤثرة تُبكي المتابعين