الرباط-رشيدة لملاحي
عاد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، إلى تصريحاته المثيرة للجدل، عقب توجيهه مدفعيته تجاه عزيز أخنوش الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار، حيث اتهمه بسرقة شعار حزبه في محاربة "الغش الفساد"، والتي تفاعل معها المواطنون، قبل أن يوضح اتهامه" أن غزيز أخنوش رفع شعار "أغراس أغراس"، التي تعني الشفافية والنزاهة، بعد توليه حزب التجمع الوطني للأحرار.
وأضاف رئيس الحكومة السابق، بن كيران، أن زعيم حزب الحمامة استوحى شعاره من حزب العدالة والتنمية، الذي رفع شعار محاربة الفساد في وجه المتربصين بالوطن، مشددا على أن حزبه سيواصل نهج الاستراتيجية نفسها في محاربة الغش والوقوف أمام المفسدين، معلنا عدم تراجعه بعد أن قطع وعدا أمام المواطنين.
وقال رشيد لزرق الدكتور في العلوم السياسية، في حديثه إلى "المغرب اليوم"، "إن الأمين العام لحزب "المصباح" بن كيران يريد من خلال خرجته الأخيرة التمويه والإبتزاز من أجل شرعنة الانقلاب على القانون الأساسي للحزب فعمل على توجيه رسائله للعديد من الجهات في داخل العدالة و التنمية و في الخارج، مبديا نية تصادمية في المواجهة مع جهات يحملها مسؤولية عزله، حيث اتجه إلى سلك أسلوب الاتهامات هذا المرة ليست في أحزاب المعارضة، بل في إخوانه الذين خذلوه بطريقة تثير اللاستياء"، حسب تعبيره.
وتابع لزرق المختص في القانون الدستوري، "أنه على الرغم من تفادى بن كيران نشر الغسيل الداخلي لحزبه، إلا أنه تنصل من المسؤولية السياسية لأزمة الحسيمة، و لم يصدر بيانا مساندا للحكومة بل بيان هو عبارة عن ما يمكن أن يصطلح عليه مساندة نقدية، الأمر الذي سيجعل التحالف الحكومي هشا لأن العدالة والتنمية هو رئيس الحكومة والعمود الفقري لها، و كذلك التضامن الحكومي الذي يندرج ضمن صلب الأخلاقيات العمل الحكومي، خصوصا أن وزراء حزبه يشتغل جنبا إلى جنب مع وزراء حزب التجمع الوطني للأحرار الذين يتقلدون مناصب وزارية مهمة في ظل" الوضعية التي تعرفها البلاد، وحيثياتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ولعل هذا هو ما يجعل خرجته لا تلاقى بالاحترام.
وفي ردّه على سؤال"المغرب اليوم" بشأن رفع رئيس الحكومة السابق شعار "محاربة الفساد" من جديد، قال لزرق المتخصص في العلوم السياسية، أن بن كيران تملص من مسؤوليته التدبيرية إبان ولاية السابقة والتي أفرزت مشاكل فعلية عطّلت بلوغ الأهداف المرسومة وحالت دون حصول النقلة النوعية المطلوبة في مستوى العيش، ومؤشرات الرفاه والاستقرار. وثم تحوّل بنكيران من منطق رجل الدولة إلى منطق المواطن العادي الرافض لكل أشكال المهانة، والذي يحاول الظهور بمظهر القادر على التحدي ضد خصومه، محاولا أن يفاجئ من وصفهم بـ" خصوم شرسون" بالخرجات التي يتخذها.