الدار البيضاء : جميلة البزيوي
جلس الضابط المكلف بالتحقيق في مكتبه يدخن السيجارة تلو الأخرى، و هو يتأمل ملف ضخم أبطاله متسول وجزار وشريكه، تلذذوا أجساد أطفال متشردين، أشخاص خلت من قلوبهم الرحمة وهم يشبعون غريزتهم الجنسية على أجساد أطفال أبرياء قهرتهم الحياة.
وأحال الوكيل العام للملك باستئنافية آسفي ملفين محنلفين على الفرقة الولائية لأمن الصويرة من أجل التحقيق في جريمة أخلاقة اهتزت على إثرها مدينة الصويرة، لتبدأ عملية التحقيق فيه ويترأسه ضابط شرطة جعل الجناة يعترفون بأفعالهم الإجرامية بعد أن حاصرهم بالأسئلة وبوسائل الإثبات.
وقائع النازلة بدأت حين تقدم والد طفل، في الثالثة عشرة من عمره، بعد تعرضه لاعتداء جنسي من قبل مساعد جزار بحي "التجزئة الخامسة". على الفور انتقل الضابط ومساعديه إلى محل الجزارة الذي يعمل به المتهم، ليتم اعتقاله وحجز هاتفه المحمول الذي كان يوثق فيه بالصوت والصورة عمليات الاعتداء الجنسي على الأطفال، وعثرت فيه على مجموعة من الصور والفيديوهات التي لم يملك أمامها إلا الاعتراف بأفعاله برفقة شريك له تم اعتقاله هو الآخر.
وأظهرت عملية فحص الصور والفيديوهات أن هناك أطفالا آخرين كانوا ضحايا الاعتداء الجنسي من قبل مساعد الجزار وشريكه، إلا أنه لم يجرؤ أحد منهم على التقدم بشكوى إلى المصالح الأمنية، وهو الأمر الذي تطلب استدعاءهم والاستماع إلى ثلاثة أطفال منهم، وخلال البحث تبين أن المتهم الرئيسي لم تمض على مغادرته السجن سوى فترة يسيرة، بعد أن قضى به ثلاثة أشهر، إثر دخوله في مواجهات مع عناصر الشرطة والسلطات المحلية التي داهمت المحل الذي يعمل به، وحجزت به لحوما فاسدة.
كما كشف البحث أن المتهم "المتسول" كان يعمل "فكاهيا" قادما من مراكش وكان يجوب المدينة متسولا بقرد، ليؤجر غرفة بالحي الصناعي للصويرة كان يستدرج إليها الأطفال في وضعية اجتماعية صعبة ويمارس عليهم شذوذه.
وخلال مواجهته بالأفعال المنسوبة إليه، اعترف المتهم بممارساته في حق الأطفال الذين اتضح أن منهم ثلاثة ضحايا كان يغريهم بالمخدرات والكحول قبل أن يعتدي عليهم جنسيا، وبحكم أن الكثير منهم كانوا في حكم المتشردين لم يتمكن أحدهم من التقدم بشكوى ضدهظظظن وبعد إيداع المتهم السجن ترك خلفه قردين بالغرفة التي كان يقطن بها، قبل أن يزعجا بصراخهما الجيران الذين اتصلوا بالسلطات المحلية التي نسقت مع المصالح الأمنية والنيابة العامة وإدارة المياه والغابات لينجزوا محضر استلام لهما وينقلا إلى الحديقة الوطنية للحيوانات في الرباط.