الدار البيضاء ـ جميلة عمر
أطلق محمد اليازغي الكاتب الأول الأسبق لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، النار على بنكيران خلال ندوة وطنية نظمها حزب الاستقلال تحت عنوان "بناء الدولة الديمقراطية استكمال لمهام التحرير الوطني " وذلك تخليدًا للذكرى الواحدة والستين لاستقلال المغرب أمس الأربعاء 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2016 بالمركز العام للحزب.
وتمحورت الكلمة التي ألقاها محمد اليازغي حول الأسس الفكرية والاجتماعية والسياسية التي عرفها المغرب قبل الحماية إلى اليوم، والحرب الضروس التي خاضها من أجل الظفر بالاستقلال وبناء الدولة الديمقراطية على أسس عملية تضمن العدالة الاجتماعية والمساواة لكل المواطنين؛ وفي هذا الإطار قال محمد اليازغي أن بداية توجه المغرب نحو البناء الديمقراطي كانت مباشرة بعد انهيار "الدولة المخزنية " مع توقيع عقد الحماية سنة 1912، وهي الدولة التي استمرت طبيعتها ما يفوق 7 قرون دون تغيير، حيث عاش المغرب في عزلة تامة ولم ينتبه إلى التغييرات التي كان يشهدها العالم في ذلك الوقت خاصة في أوروبا، مضيفًا أن اجتماع الدسائس الداخلية مع الاستعمار عجل بانهيار الدولة المخزنية.
وأشار اليازغي إلى أن قادة الحركة الوطنية ساهموا بشكل كبير في جعل المؤسسة الملكية تصبح في صف الشعب، وذلك عن طريق اقتراح تنظيم عيد جديد في المغرب المتمثل في "عيد العرش"، مؤكدًا أن الاحتفال بهذا العيد وحد المغاربة قاطبة، وبالتالي بدأت الإرهاصات الأولى لبناء الدولة الديمقراطية تظهر جليا على مستوى المشهد السياسي المغربي، وذلك عبر تأسيس المجلس الوطني الاستشاري على يد الملك الراحل محمد الخامس والذي كان أيضا نواة للعمل البرلماني.
واعتبر اليازغي أن استرجاع الأقاليم الصحراوية كان خطوة إيجابية تعززت بالعمل بميثاق الحركة الوطنية مع المؤسسة الملكية، مؤكدا أن التفاف الشعب المغربي حول الوحدة الترابية للمملكة كان مرده احترام هذا الميثاق؛ وسجل اليازغي أنه مع حكومة التناوب التوافقي التي ترأسها عبد الرحمان اليوسفي، دخل المغرب بشكل موسع إلى منظومة الانتقال الديمقراطي، حيث استمر في هذا النهج مع حكومة ادريس جطو وحكومة عباس الفاسي، مضيفا أن المغرب كانت لديه هياكل استقبال إيجابية للربيع العربي الذي جاء للمطالبة بالحرية والعدالة والديمقراطية، وهذا لا يعني أن المغرب كان متميزا عن باقي الدول العربية بل أن المغرب في شخص المؤسسة الملكية والحكومة التي كان يترأسها عباس الفاسي تعامل بشكل إيجابي مع تداعيات الربيع العربي، حيث تم تجاوب مع المطالب الشعبية عبر إنزال دستور 2011 الذي يعتبر مدخلا حقيقيا للتبني النهج الديمقراطي.
وأطلق اليازغي النار على بنكيران حيث قال: "يجب أن نطرح السؤال.. ما علاقة المغاربة بالملكية البرلمانية؟؛ واسترسل قائلًا: "أعتقد أن الملكية البرلمانية دخلت غرفة الانتظار مع بنكيران، فلم يسبق لي أن سمعت بنكيران يتحدث عن الملكية البرلمانية منذ تحمله لمسؤولية رئيس الحكومة". وأضاف اليازغي" من واجب الحكومة إدخال المغرب في الملكية البرلمانية التي ينص عليها دستور المملكة".