الدار البيضاء : جميلة عمر
اعتبر رئيس الحكومة، الدكتور سعد الدين العثماني، إحداث بوابة إلكترونية وطنية موحدة متخصصة في تدبير الشكايات، بمثابة آلية من آليات مكافحة الاختلالات والقضاء على الرشوة و المحسوبية والحد من التهرب من المسؤولية
وأوضح رئيس الحكومة، خلال الانطلاقة الرسمية للبوابة الوطنية للشكاوي الثلاثاء في مقر وزارة إصلاح الإدارة والوظيفة العمومية، أن هذه البوابة تعد مشروعا استراتيجيًا مهمًا وحيويًا ويمكن من مكافحة مختلف أنواع الفساد"، داعيًا إدارة وموظفين ومواطنين ومجتمع مدني إلى إنجاحه لما فيه من مصلحة البلد ، والالتزام بالعمل على التقييم المنتظم والمستمر لهذه الورش في أفق تطويره تدريجيًا حتى يصبح في أعلى مستوى .
و أكد رئيس الحكومة أن البوابة الوطنية للشكاوي ستمكن رئاسة الحكومة من تتبع طريقة تدبير مختلف الإدارات والمؤسسات العمومية للشكاوي المتوصل بها، وتتبع مدى التزامها بتقديم أجوبة عنها، وسيصبح بإمكانهم التوفر على إحصائيات مستمرة والاطلاع على مدى التفاعل والجواب عن الشكايات وعلى الإدارات التي لا تجيب بما فيه الكفاية.
وأضاف رئيس الحكومة الذي لفت الانتباه إلى وجود آجال محددة أقصاها يوما، معرفة من يجيب ومن لا يجيب، الأمر الذي سيرفع درجة التأهب والاستنفار في الإدارة لتتبع مدى الاستجابة للشكايات والتفاعل مع الملاحظات والتواصل مع المواطنين وتتبع الشكايات مركزيًا والمساعدة على السرعة في الاستجابة.
وتابع رئيس الحكومة أنه من بين الفوائد الأخرى للبوابة التعرف بطريقة علمية على مشكلات المواطنين الحقيقية وتتبعها، والعمل بطريقة موضوعية على دراسة دقيقة لهذه الشكايات، داعيًا الإدارة بمختلف أنواعها بأن تنخرط بقوة في هذا الورش الوطني المهم الذي سيسهل عليها تدبير الشكايات التي تتقاطر عليها باعتماد وسائل الاتصال الحديثة والاستغناء عن الوسائل التقليدية من قبيل لارساليات وإلزامية التسجيل في مكتب الضبط غيرها من الإجراءات الإدارية التي كان معمول بها، وفي هذا اختصار للزمن وتوفير للجهد وللإمكانيات المادية".
و دعا رئيس الحكومة المواطنين ومكونات المجتمع المدني إلى الانخراط بفعالية لإنجاح هذه الورش على اعتبار أن الديمقراطية التشاركية تعني التفاعل المتبادل بين المواطن والإدارة.
و طالب رئيس الحكومة الدستور الإدارة والسلطات العمومية بأن تكون منصتة للمواطنين، وبعدد من الخطابات الملكية السامية التي أكدت على أهمية الإنصات للمواطنين ولملاحظاتهم وأن تجيب على شكاياتهم والاستجابة لها والتفاعل معها، معتبرًا في صلب البرنامج الحكومي وفق مشروع متكامل لإصلاح الإدارة الذي يعد ورشًا مستمر لا نهاية له على اعتبار أن كل فترة تتميز بمجموعة من الحاجيات والانتظارات وتحتاج وسائل جديدة للتفاعل والتواصل مع المواطنين
و عبّر رئيس الحكومة عن التزام الحكومة بالتأقلم مع المستجدات التي تمليها المرحلة الحالية فما كان صالحًا منذ 20 سنة ,وأنه على الرغم من رغم وجود مشاكل في الإدارة بسبب عوامل عدة ، منها ما هو ثقافي ومنها ما يرتبط بتقادم القوانين والمساطر، فإن الحكومة لديها الإرادة للقيام بإصلاحات قوية حتى تستطيع الإدارة الاستجابة ليس لحاجيات المواطن فحسب، بل لحاجيات المقاولة بمختلف أنواعها وحاجيات الشركات والمؤسسات والمستثمرين والمجتمع المدني".
وحرصت الحكومة، خلال ثمانية أشهر، على إطلاق عددٍ من الاوراش متكاملة فيما بينها، منها ورش البوابة الوطنية للشكايات. وأشاد رئيس الحكومة، خلال اللقاء، بكل من ساهم في إخراج هذا المشروع إلى الوجود، مؤكدًا على من وصفهم بجنود الخفاء من إداريين وخبراء وأطر وكفاءات من مختلف الإدارات المعنية في البوابة
يذكر أن الانطلاقة الرسمية للبوابة الوطنية للشكايات بحضور كلا من الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة، المكلف بإصلاح الإدارة والوظيفة العمومية، محمد بنعبد القادر، وكاتب الدولة لدى وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي، المكلف بالاستثمار، عثمان الفردوس، ووسيط المملكة.