الجزائر – ربيعة خريس
تحتضن الجزائر, اجتماعا لدول جوار ليبيا, الإثنين، وهو يعد الثاني من نوعه, لإيجاد مدخل لحل توافقي يقضي بحل الأزمة في ليبيا, وإقناع "الفرقاء الليبيين" بالجلوس على طاولة الحوار لتعديل اتفاق الصخيرات الموقع في ديسمبر/ كانون الثاني 2015.
وسينعقد هذا الاجتماع, في وقت شهدت الساحة الليبية فيه مستجدات وصفت بالمهمة من طرف متتبعين للمشهد الليبي, أبرزها اللقاء التاريخي الذي جمع بين اللواء خليفة حفتر ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبي فايز السراج, الأسبوع الماضي في أبو ظبي, وجاء استجابة لرغبات دولية.
وأنهى وزير الشؤون المغاربية الجزائري, عبد القادر مساهل, جولته إلى جنوب ليبيا مساء أمس السبت, والتقى بشخصيات معروفة برفضها لوجود أي دور عسكري لفريق حفتر في مناطق غرب وجنوب البلاد الحدودية مع الجزائر, أبرزها رئيس المجلس الاجتماعي لقبائل فزان، الشيخ علي مصباح، والفريق على سليمان كنه، والذي أعلنته قبائل عدة في الجنوب قائدا للقوات المحلية.
وكان الهدف من هذه الزيارة هو إشراك القوى المدنية والمجتمعية في جهود حل الأزمة، والاستماع إلى مواقفها وتصوراتها، قبيل انطلاق أعمال دول جوار ليبيا. وكان الوزير الجزائري, قد حط بعدد من المدن الليبية في غرب وشرق البلاد، في العشرين من الشهر الماضي. وتعتقد الدبلوماسية الجزائرية أن حل الأزمة الليبية يتمثل في الاقتراب من قادة الفصائل والقبائل، وممثلي الأطياف السياسية الفاعلة والمؤثرة على الأرض، للوصول إلى تسوية سياسية حقيقة.
وأثارت زيارة وزير الشؤون المغاربية الجزائري, عبد القادر مساهل, إلى مدن الجنوب الليبي استياء أطراف في مجلس النواب الليبي, وأدانت لجنة الدفاع والأمن القومي, زيارة عبد القادر مساهل، إلى مدن الجنوب الليبي من دون ترتيب مسبق، معتبرة إياها انتهاكا للسيادة الليبية. وصدر رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان الليبي، طلال الميهوب، بيانا بشأن ما وصفه بتدخل وزير الخارجية الجزائري المكلف الشؤون المغاربية والاتحاد الأفريقي، عبد القادر مساهل، وتجوله في مدن الجنوب الليبي من دون حسيب أو إذن مسبق وكأنه في ولاية من ولايات الجزائر واجتماعه مع شخصيات تحمل العداء والحقد للّيبيين حسبما ورد في البيان.
وقالت اللّجنة في بيان صدر عنها, "في الوقت الذي نثمن فيه دور القوات المسلحة في محاربة التطرف والمحافظة على أمن الوطن والمواطن وحماية الحدود من أي اختراق، رأينا اليوم دخول السيد وزير الخارجية الجزائرية وتجوله في مدن الجنوب الليبي من دون حسيب أو رقيب أو إذن مسبق، وكأنه في ولاية من ولايات الجزائر، واجتماعه مع شخصيات لا تزال تحمل العداء والحقد لليبيين" على حد تعبير البيان.
ووجّه البيان تحذيرا لوزير الشؤون المغاربية, وجاء فيه " نحذر الوزير الجزائري من مغبة ما قام به من تجاوز وانتهاك فاضح لسيادة الدولة الليبية، وندعو أبناء ليبيا الشرفاء إلى الاصطفاف خلف مؤسسات الدولة الشرعية للنهوض بالبلاد والحفاظ على أمن وسلامة الدولة". وكان وزير الشؤون المغاربية, عبد القادر مساهل, قد ألغى زيارته إلى مدينة "أوباري" فجأة بعدما كانت متوقعة ضمن جولة قادته إلى مناطق "غات" و"إيسين" و"غدامس".