الرباط - رشيدة لملاحي
جدّد المغرب والاتحاد الأوربي، الخميس، في بروكسل عزمهما الحفاظ على حوار مستمر وموجه نحو العمل من أجل علاقات متعددة الأطراف متجددة، وذلك في إعلان سياسي مشترك صدر عقب الدورة الـ14 لمجلس الشراكة المغرب-الاتحاد الأوروبي، واتفقا بهذا الخصوص على القيام بأنشطة متشاور بشأنها لفائدة السلم والأمن الدوليين، وعبرا عن تشبثهما المشترك بعلاقات متعددة الأطراف وبدور الأمم المتحدة.
يترأس الخميس وزير الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة يترأس أشغال الدورة الـ14 لمجلس الشراكة المغرب والاتحاد الأوروبي في بروكسل.
وانطلقت الخميس أشغال الدورة الـ14 لمجلس الشراكة المغرب الاتحاد الأوروبي، التي يترأسها بوريطة وفيديريكا موغيريني، الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي المكلفة بالشؤون الخارجية وسياسة الأمن، نائبة رئيس المفوضية الأوروبية.
وحسب وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، فإن هذه الدورة ستشكل مناسبة لتأكيد انتعاش الشراكة المتميزة ومتعددة الأبعاد التي تجمع المغرب بالاتحاد الأوروبي وإعطائها دفعة جديدة في مستوى الطموحات المشتركة بين الطرفين.
وتبحث هذه الدورة "أولويات ومواضيع الشراكة الأورو - مغربية بالنسبة للفترة 2019 - 2020، وكذلك مستقبل العلاقات الثنائية في جانبها الاقتصادي والتجاري، والقضايا المرتبطة بالتنقل والهجرة"، كما يتضمن جدول أعمال هذه الدورة محاربة التغيرات المناخية والتعاون في مجال البيئة وكذلك تعزيز التعاون الإقليمي والأورو أفريقي، كما يناقش الجانبان قضايا السياسة الإقليمية والدولية.
أقرأ أيضا :
ناصر بوريطة يؤكد أن المغرب تحذوه الرغبة في الارتقاء بعلاقاته مع البرازيل إلى مستوى القرن الـ21
واتفق الطرفان على ضرورة الإجابة، بشكل براغماتي، على التحولات العميقة التي أفرزتها النزاعات المعاصرة والتحديات الأمنية الجديدة التي طرحها الإرهاب والفاعلين غير الحكوميين.
ووعيا منهما بأهمية تقديم إجابة للتحديات التي تواجهها أفريقيا، يلتزم المغرب والاتحاد الأوروبي بتعزيز المبادرات الكفيلة بتحقيق السلام في القارة، وبخاصة في ما يتعلق بحفظ السلم والوساطة وتدبير الأزمات، من خلال الحرص على تطوير مقاربة شمولية تجمع بين البعد الأمني والتنمية البشرية.
واتفق الشريكان أيضا على أن العديد من الأنشطة والمبادرات الدولية للمملكة المغربية في مجال الحفاظ على البيئة والمناخ، والحوار بين الثقافات والأديان ومحاربة الإرهاب والتطرف، تعد مساهمات مهمة تبنى على أساسها إجابات ملموسة في إطار علاقات متعددة الأطراف مسؤولة.
وأبرز الإعلان أن ”هذه المواضيع من ضمن أخرى، ستكون جزءا لا يتجزأ من شراكة متجددة وستكون موضوع تشاور معززا داخل فضاءات متعددة الأطراف ذات صلة من أجل بلوغ مواقف مشتركة تتماشى مع رؤية أهداف التنمية المستدامة“.
وأكدت الوثيقة أن تشبث المغرب والاتحاد الأوروبي بعلاقات متعددة الأطراف يترجمه دعمهما المشترك للتعاون الإقليمي، سواء عبر اتحاد المغرب العربي والحوار الثنائي بين الجيران المغاربيين أو انخراطهما داخل الهيئات التي تضم بلدانا أوروبية وبلدانا من شمال أفريقيا، من قبيل الاتحاد من أجل المتوسط وحوار خمسة زائد خمسة.
وأشاد الطرفان بمبادرة “قمة الضفتين- منتدى المتوسط”، التي تركز على المجتمع المدني لإعادة إطلاق دينامية التعاون في غرب المتوسط على أسس جديدة. من جهة أخرى، يسجل الإعلان المشترك أن سياسة التعاون الثلاثي في “فضاء أورو-أفريقي يزداد تنوعا ومجزأ في أغلب الحالات”، تهدف في المقام الأول إلى تحقيق التنمية بالقارة الأفريقية، لا سيما في الساحل وأفريقيا الغربية.
وأبرزت الوثيقة أن عودة المملكة المغربية للاتحاد الأفريقي، إلى جانب عملها من أجل تطوير نموذج جديد للتعاون جنوب-جنوب، يكتسي أهمية بالغة تكمن في تعزيز فرص التعاون الثلاثي بين الاتحاد الأوروبي المغرب وشركائهما في القارة.
وبهدف خدمة التعاون الأورو-أفريقي بشكل أفضل وتشجيع التنمية وتحقيق الأمن والاستقرار بأفريقيا، اتفق المغرب والاتحاد الأوروبي على تعزيز مشاوراتهما وتنسيقهما بشأن قضايا ذات اهتمام مشترك تندرج في إطار الحوار الأورو-أفريقي وتحالف أفريقيا أوروبا للاستثمار والتشغيل المستدام ومسار ما بعد كوتونو.
وقد يهمك أيضاً :
توقيع 7 اتفاقيات في مجالات الاستثمار والدفاع والقضاء بين المغرب والبرازيل
البرازيل تدعم جهود المغرب في التوصل لحل واقعي بشأن النزاع على الصحراء