الدار البيضاء - جميلة عمر
تنظم وزارة الصحة المغربية، في إطار تفعيل البرنامج الوطني لمحاربة داء الليشمانيا، منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول 2017، حملات ميدانية لكشف وعلاج داء الليشمانيا، وتشمل هذه الحملات الأطفال الممدرسين وكذا ساكنة الدواوير الموبوءة بالأقاليم والعمالات التي يتوطن بها هذا المرض.
وتعمل المصالح الصحية خلال هذه الحملات على القيام بالفحص والتشخيص المخبري وتتبع الحالات بحيث تم فحص 29600 تلميذ في المدارس المتواجدة بالمناطق الموبوءة، أي 60% من الفئة الممدرسة المستهدفة، وقد مكنت هذه الحملات من الكشف عن أكثر من 800 حالة والتكفل بعلاجها مجانًا بمختلف المراكز والمؤسسات الصحية التابعة لوزارة الصحة.
وموازاة مع عمليات الكشف تتم تعبئة جميع الفرقاء من جماعات محلية، ومجتمع مدني ومصالح خارجية تابعة لـوزارة الزراعة المغربية والتنسيق معهم من أجل التوعية الصحية للسكان، المكافحة الكيميائية للجرذان "الفئران" في التجمعات الموبوءة، وكذلك مراقبة الصرف الصحي للنفايات وتأطير السكان وتوعيتهم حول أهمية النظافة.
وبفضل المجهودات التي بذلت في إطار خطة العمل الاستراتيجية التي انطلقت منذ عام 2010، انخفض عدد حالات الليشمانيا الجلدية من 8707 حالة خلال عام 2010 إلى 4946 حالة خلال عام 2016.
وتعتبر اللشمانيا الجلدية من الأمراض الطفيلية التي يصاب بها الإنسان عبر لسعة بعوضة تسمى الذبابة الرملية التي تنقل المرض إلى الإنسان السليم من حيوان حامل للمرض "الجرذان" أو إنسان مريض، كما أن هذا المرض لا ينتقل بصفة مباشرة من إنسان إلى آخر ولا يشكل خطورة على حياة المريض بحيث يمكن العلاج التام منه، إلا في بعض الحالات التي يمكن أن يترك هذا المرض ندوبًا جلدية ناتجة عن تأخر المريض في طلب الاستشارة الطبيبة والعلاج.
وتبقى الوقاية من هذا المرض أنجع وسيلة لمحاربته وذلك عن طريق، استدامة القيام بحملات التطهير والنظافة بجميع الدواوير الموبوءة بالتنسيق مع السلطات الإقليمية والجماعات المحلية المعنية تحسيس المواطنين بضرورة الحفاظ على نظافة أحيائهم ودواويرهم، خاصة أن النفايات المنزلية تساعد من جهة على زيادة كثافة البعوض ناقل المرض، ومن جهة أخرى على توفير الأكل للجرذان بقرب المنازل وبالتالي زيادة كثافتها وإصابة الساكنة بهذا الداء، والمكافحة الكيميائية للجرذان بالتجمعات السكانية والحقول المجاورة في هذه المناطق.
والجدير بالذكر فإن وزارة الصحة، وفي إطار تنفيذ خطة عمل استراتيجية، تبذل مجهودات جبارة للقضاء على داء الليشمانيا بتنسيق مع القطاعات المعنية والمنتخبين وفعاليات المجتمع المدني.