الدار البيضاء - جميلة عمر
وصلت قضية معاناة الحجاج المغاربة إلى البرلمان إذ وجّه 3 برلمانيين عن حزب العدالة التنمية سؤالا شفهيا إلى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، وذلك "جراء تردي ظروف الإقامة والتنقل والتغذية والتأطير خلال أداء الحجاج لمناسك الحج لهذه السنة"، مطالبين الوزير باتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل الوقوف على حقيقة ما وقع وترتيب القرارات اللازمة على كل إخلال ترتب عنه معاناة الحجاج المغاربة.
وأشار البرلمانيون عن حزب المصباح "حسن عديلي ورضا بوكمازي وإدريس الثمري"، الجمعة في سؤالهم إلى وزير الأوقاف، إلى أن عددا من الحجاج المغاربة خلال موسم الحج لهذا العام، اشتكوا من تردي الخدمات المقدمة لهم سواء تعلق الأمر بظروف الإقامة أو التغذية أو التنقل، فضلا عن غياب التأطير والتتبع اللازم من المسؤولين عن البعثة المغربية.
انتشرت مقاطع فيديو تظهر حجاجا رجالا ونساء وهم يخرجون من نوافذ حافلات قديمة، كما كشفت مقاطع فيديو أخرى حجاجا مرضى يفترشون الأرض في غياب أي عناية طبية، بينما حكى حجاج عن تخلي البعثة المغربية للحج والعمرة عن 1500 حاج وحاجة بعد إخلاء خيامهم بمشعر منى، وهو ما جعلهم عرضة للتشريد والتيهان ليلا في غياب أي مخاطب لهم، في حين قضى آخرون ليلة المبيت في منى قرب المراحيض، وفق تعبيرهم.
ودخل المركز المغربي لحقوق الإنسان على خط معاناة الحجاج المغاربة، مطالبا بفتح تحقيق مع عناصر البعثة المغربية ومعرفة درجة مسؤولية كل واحد منهم، من أجل اتخاذ ما يلزم من إجراءات في حقهم حتى يكونوا عبرة لسواهم في هذه السلوكيات التي لا تليق بسمعة المغرب.
وأدانت الهيئة الحقوقية ما سمّته "أسلوب التعتيم الذي تمارسه وزارتا الأوقاف والسياحة من خلال بلاغات تسعى إلى تحوير الحقيقة".
وأوضح المركز في بلاغ له أن العديد من الحجاج المغاربة لم يتوفقوا في إقامة شعائر الحج بالشكل الصحيح بسبب إهمال أطر البعثة الرسمية، كما تاه العديد منهم بين منى ومزدلفة، بينما تسلم بعضهم مواد غذائية فاسدة، واضطر مجموعة منهم إلى المبيت في الشوارع والأزقة.
واعتبر المصدر ذاته أن ما تعرّض له حجاج بيت الله "ستبقى وصمة عار في جبين الحكومة المغربية والمؤسسات الحكومية التابعة لها".