كييف ـ جلال ياسين
صرح أحد مساعدي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن بلاده قد تدرس إجراء محادثات مع روسيا بشأن شبه جزيرة القرم بعد هجوم الربيع الذي تخطط له كييف منذ فترة طويلة، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية».ونقلت صحيفة «فاينانشال تايمز» عن أندريه سبيها، نائب رئيس ديوان زيلينسكي، اليوم (الخميس)، «إذا نجحنا في تحقيق أهدافنا الاستراتيجية في أرض المعركة، وعندما نكون على الحدود الإدارية مع القرم، سوف نكون مستعدين لفتح صفحة دبلوماسية لمناقشة هذه المسألة». وأضاف: «لا يعني هذا أننا نستبعد طريق تحرير القرم على يد جيشنا». وكان الرئيس الأوكراني رفض في السابق إجراء مفاوضات مع موسكو، ما دام لا يزال هناك قوات روسية على الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا بالقوة في 2014.
وكانت تصريحات سبيها أول إشارة من كييف على حوار محتمل منذ توقفت عن محادثات وقف إطلاق النار قبل عام، بعد فترة قصيرة من الغزو الشامل الذي شنته روسيا على أوكرانيا، بحسب الصحيفة.
ويتوقع خبراء عسكريون أن تشن القوات الأوكرانية هجوما هذا الربيع لاستعادة الأراضي التي تحتلها روسيا. وأحد أكثر الاتجاهات ترجيحا للهجوم هو خطوة في جنوب البلاد باتجاه الساحل لإحداث فجوة بين القوات الروسية هناك.
استبعد الكرملين، اليوم الخميس، احتمال حصول وساطة صينية لوقف المعارك في أوكرانيا، معتبراً أن روسيا ليس لديها خيار سوى مواصلة هجومها. وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، للصحافيين: "بالطبع تحظى الصين بإمكانية هائلة وفعالة حين يتعلق الأمر بخدمات الوساطة".
وأضاف: "لكن الوضع مع أوكرانيا معقّد وليس هناك أي أفق لحصول تسوية سياسية. وفي الوقت الحالي، ليس لدينا حل آخر غير مواصلة العملية العسكرية الخاصة".
وكان بيسكوف يرد على أسئلة حول احتمال حصول وساطة صينية بعدما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بكين إنه يعول على نظيره الصيني شي جينبينغ، المقرب من الرئيس فلاديمير بوتين "لإعادة روسيا إلى رشدها".
هذا وقال مصدر دبلوماسي فرنسي اليوم لوكالة "رويترز" إن الصين مستعدة للعمل مع فرنسا "للدفع بقوة" من أجل إجراء مفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وأضاف المصدر أن شي جينبينغ أشار أيضاً إلى أنه مستعد للاتصال بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الوقت المناسب.
وتابع المصدر قائلاً إن ماكرون حث الصين على عدم تقديم أي شيء يمكن لروسيا أن تستخدمه "في حربها في أوكرانيا".
وخلال قمة في موسكو في مارس، عبر بوتين وشي عن توافقهما وقدما نفسيهما كحليفين استراتيجيين مصممين على مقاومة الهيمنة الأميركية.
من جهتها وضعت الصين مسودة خطة سلام لأوكرانيا لكن هذه الخطة لا تزال غامضة جداً، وتشدد بكين فيها على مبادئ مثل احترام وحدة أراضي دول، والدفاع عن المصالح الدبلوماسية والأمنية لروسيا.
وإن كانت الصين تؤكد رسمياً حيادها، فإن شي جينبينغ لم يدن أبدا الهجوم الروسي ولم يتحدث أبدا مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وأكدت أوكرانيا عدة مرات أن السلام يمر عبر انسحاب القوات الروسية من كل أراضيها. من جهتها تطالب موسكو كحد أدنى بتخلي كييف عن المناطق الخمس التي أعلن بوتين ضمها.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :