الدار البيضاء : جميلة عمر
انطلقت في الدار البيضاء، ظهر الثلاثاء، مسيرة العمال، حاملة للافتات وشعارات المطالبة بتسوية وضعيتهم وتحسين ظروف اشتغالهم ورفع سقف المطالبة لحدود العمل بكرامة، حيث اجتمعت مختلف أطياف العمال قرب محكمة الاستئناف في الدار البيضاء رافعة شعارات في صورة تشد الانتباه والأنظار.
ومنذ الساعات الأولى من الصباح، بدأ العمال يتوافدون على الساحات الكبرى في العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، تخليدًا لليوم العالمي للعمال، و"المغرب اليوم" عاين عملية الاحتفال بعيد العمل، حيث رفعت الشعارات التي دأبوا على رفعها، مطالبين بالزيادات في الأجور وتمتيع الطبقة العاملة بحقوقها الاقتصادية والنقابية.
وخرجت النقابات القطاعية، منذ بداية صباح الثلاثاء، في مسيرات متفرقة بين وسط مدينة الدار البيضاء، ومنطقة درب عمر، رافعين شعارات تجمع بين المطالبة بتحسين الوضعية الاقتصادية للعاملين في القطاعات، والمطالبة بتحسين القدرة الشرائية للمراطنين، ورغم الاحتقان الشعبي الكبير وحملة المقاطعة التي مست ثلاث من الشركات المسوقة لأكثر المنتوجات الاستهلاكية انتشارًا، ورغم حضور الشعارات الداعمة للمقاطعة، إلا أن مسيرات فاتح مايو هذا العام في الدار البيضاء، يغيب فيها الحماس، ويطبعها الفتور مقارنة مع الأعوام السابقة.
وللإشارة، بعدما قرر الاتحاد الوطني للعمل في المغرب تنظيم أهم مهرجان له في فاتح مايو في العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، واستضافة العثماني لتأطيره، إلا أن الخلاف بين العثماني ونقابيي حزبه بدا واضحًا، حيث لم يحضر أحد من المنتسبين لنقابة الحزب لسماع خطاب العثماني.
وفي تصريح لمسؤول في نقابة المصباح لـ"المغرب اليوم، أكد أن موقف الاتحاد الوطني للعمل في المغرب الرافض للعرض الذي قدمته حكومة سعد الدين العثماني في ظل الحوار الاجتماعي، مثل دليلًا كبيرًا على استقرارية القرار في النقابة، وعلى عدم تأثير قيادات الحزب على القرارات المتخذة في الاتحاد الوطني للعمل في المغرب، حتى لو كانت ضد توجهات حكومة العدالة والتنمية، لأن النقابة تدافع عن مصالح العمال والطبقة الشغيلة وليست بوقًا للحكومة.
ويشار إلى أن مختلف النقابات استبقت مسيرات فاتح مايو، للتعبير عن رفضها للعرض الحكومي حول الزيادة في الأجور، والذي اقترح فيه فريق العثماني زيادة 300 درهم في أجور الموظفين في برنامج تدريجي ممتد على ثلاثة مراحل، وهي الزيادات التي رأتها النقابات هزيلة، ولا ترقى إلى مستوى تطلعاتها ولا تستجيب لحاجيات الطبقة العاملة.