الجزائر – ربيعة خريس
تسعى الجزائر, من وراء توظيف إمكاناتها العسكرية والأمنية, على حدودها الجنوبية والشرقية مع جارتها ليبيا, إلى مواجهة خطر الجماعات الإرهابية الناشطة في هذه المنطقة, والتي يتوقع مراقبون إمكان فرارها إلى كل من الجزائر ومصر في ظل تضييق الخناق عليها داخليا، بخاصة في ظل تصاعد التوتر داخل الأراضي الليبية, وعزم الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر مد سيطرته وبسط نفوظه بالكامل على طرابلس بعد تحرير بنغازي.
وتزامن إعلان الجزائر حالة التأهب القصوى على حدودها مع الجارة ليبيا وأيضا مع الدول التي تشهد اضطرابات أمنية كمالي والنيجر, مع إعلان عناصر من التنظيمات الإرهابية ترك معاقل التنظيم في سورية والعراق والتوجه إلى ليبيا وهي الوجهة التي لمح إليها "داعش" عبر إعلامه الرسمي بأنها أفريقيا من أبواب ليبيا شمال المتوسط. ونشرت وزارة الدفاع الجزائرية, أكثر من 20 مركز مراقبة, بالنظر إلى الاضطرابات الأمنية الكبيرة المنتشرة داخل الأراضي الليبية وتسجيل حالات اختراق للحدود الجزائرية من طرف أشخاص مشبوهين قادمين من ليبيا خلال شهر رمضان الماضي, وستسمح هذه النقاط بمنع تسلل الإرهابيين عبر المسالك والمعابر الصحراوية التي يستخدمونها عادة رفقة تجار السلاح والمهربين وتجار المخدرات, وأمر الجيش الجزائري السكان القاطنين على الحدود الملقبون بـ"البدو والرحل" بعدم التنقل إلى كل من المناطق المحاذية لكل من منطقة برج باجي مختار وعين قزام التي تعتبر من أبرز النقاط السوداء على الحدود نظرا لارتفاع نشاط تهريب بها.
واستأنف رئيس أركان الجيش الجزائري, نائب وزير الدفاع الوطني, الفريق أحمد قائد صالح, خرجاته الميدانية إلى المناطق الحدودية التي تربط الجزائر بعدد من دول الجوار كمالي والنيجر وليبيا التي تشهد ارتفاعا ملحوظا في نشاط الإرهابيين وعصابات التهريب وشبكات الإتجار بالبشر. ودعا الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الجزائري, أفراد الجيش بمختلف رتبهم إلى تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقهم، حتى يكونوا جاهزين للتصدي لأي طارئ، كما أكد على أهمية وحتمية تحسين مستوى التكوين والتحضير القتالي للقوات المسلحة بكافة مكوناته.
وقال قائد صالح، الثلاثاء، خلال زيارة عمل وتفقد إلى الناحية العسكرية الثالثة, التي يوجد مقر قيادتها ببشار, قطاعي بشار و تندوف, و حدود كل منهما, وتضم عدد من القواعد العسكرية كالقاعدة الجوية برقان, إنه "يتعين أن يحرص الجميع، كل في مجال عمله ونطاق صلاحياته، على أن يجعل منها مبدأ منهجيا نبيلا يستحق التوقير والتبجيل، ويستوجب التطبيق الكامل والوافي، ولا شك أن ذلك لن يتحقق إلا إذا نظر الفرد إلى تحمل المسؤولية، على أنها وسيلة من وسائل تمكين الفرد العسكري، مهما كانت وظيفته ورتبته وفـئـتـه، من المساهمة في بناء قدرات جيشه وتمكينه من أن يكون جاهزا دوما للتصدي لأي طارئ".
وشدّد الفريق أحمد قايد صالح, خلال لقاء جمعه بإطارات المنطقة بمقر القاعدة الجوية برقان, على ضرورة التركيز على تحسين مستوى التكوين والتحضير القتالي بما يكفل للقوات المسلحة بكافة مكوناتها بلوغ المراتب العليا قائلا "إن من أهم متطلبات شعور الفرد العسكري بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، هو إدراكه إدراكا صحيحا لطبيعة وضخامة التحديات التي تحيط بوطنه، ووعيه بحتمية مواجهتها ورفعها في أي وقت وحين، وهنا تبرز جليا بصمة الجهد الإعدادي والتحضيري والتكويني والتحسيسي وأثره على بناء شخصية الفرد العسكري، وفقا لما تستوجبه الحياة المهنية العسكرية من ضوابط خاصة ومعايير محددة ومتميزة.