الرباط - كمال العلمي
كشفت نتائج دراسة ميدانية حديثة عن معطيات صادمة لواقع مشاركة المرأة المغربية في العملية السياسية، حيث لا تزال النساء في المملكة مقصيات من صنع القرار، على الرغم من أنهن مساهمات رئيسات في الحياة السياسية بمشاركتهن الواسعة في التصويت في الانتخابات وفي الحملات الانتخابية للمرشحين.
إقصاء من العملية السياسية
إقصاء المرأة المغربية من صنع القرار السياسي تعكسه نتائج الدراسة التي أنجزتها المنظمة المغربية لإنصاف الأسرة، بدعم من صندوق الدعم لتشجيع التمثيلية النسائية وبشراكة مع وزارة الداخلية وتعاون مع عمالة سلا،، إذ صرحت 86.32 في المائة من العينة المشاركة بأنهن لم يسبق لهن أن ترشحن أبدا للاستحقاقات الانتخابية.
وتُعاكس نتائج هذه الدراسة، المقدمة صباح اليوم الجمعة في مقر المنظمة المغربية لإنصاف الأسرة بمدينة سلا، مضمون الخطاب الرسمي المتعلق بتعزيز المشاركة السياسية للمرأة المغربية، إذ صرحت 94.92 في المائة من النساء المشاركات في الدراسة بأنهن لم يسبق لهن بالمرة أن تحمّلن مهمة انتخابية في إطار الهيئات المنتخبة.ولم تتعد نسبة العينة اللواتي صرحن بأنهن ترشحن للانتخابات التشريعية 1.17 في المائة، وسبق لـ1.95 في المائة أن ترشحن لانتخابات الغرف المهنية، و54,10 في المائة ترشحن للانتخابات المحلية والجهوية.
فقدان الثقة في الأحزاب والسياسيين
يتضح من خلال نتائج الدراسة أن هناك نفورا وغيابا للثقة من طرف النساء في الأحزاب السياسية وفي الهيئات المنظمة كالنقابات، حيث أفادت 36.32 في المائة من المبحوثات بأنه ليس لديهن أي انتماء كيفما كان نوعه؛ ولم تتعدّ نسبة اللواتي ينتمين إلى أحزاب سياسية 8.49 في المئة، و4.29 في المائة إلى نقابات، و3.51 في المائة إلى غرف مهنية، بينما بلغت نسبة المنتميات إلى جمعيات 41.79 في المائة.
واعتبرت نسبة مهمة من المبحوثات أن العمل الحزبي بالشكل الذي هو عليه لا يلبي طموحاتهن بالمرة، بنسبة 43.36 في المائة، وقالت 40.23 في المائة منهن إنه يبلي طموحاتهن إلى حد ما، فيما لم تتعد نسبة اللواتي صرحن بأنه يلبي طموحاتهن بشدة 16.41 في المائة.وتعكس هذه النتائج، حسب ما جاء في الدراسة، تدني مؤشر الثقة في العمل الحزبي والسياسييين، حيث صرحت 31.64 من المبحوثات بأنهن لا يثقن في الأحزاب والسياسيين، وقالت 45.70 في المائة إنهم يثقن فيهما “إلى حد ما”؛ بينما قالت 15.23 في المائة إنهن يثقن فيهما “إلى حد كبير”.وعلى المنوال نفسه، تبقى ثقة النساء في المجالس المنتخبة متدنية جدا، إذ ترى 59.76 في المائة من المبحوثات أن هذه المجالس “لا تشتغل بالمرة”.
تصورات نمطية من المرأة لنفسها
وإذا كانت “العقلية الذكورية” لا تزال عائقا أمام تطور المشاركة السياسية للنساء وفي تدبير الشأن العام، فإن المرأة المغربية تتحمل قسطا من المسؤولية في هذا الوضع بسبب تمثلها للمشاركة السياسية.هذا المعطى تؤكده نتائج الدراسة، حيث أكدت نسبة مهمة من المبحوثات بأنه “لا يمكن، وبالمرة، للمرأة أن تكون رئيسة جماعة في المناطق التي يُقمن فيها”، وذلك بنسبة 39.84 في المائة، فيما أكدت 29.29 في المائة منهن أنه من الممكن وإلى حد ما أن تضطلع المرأة بهذه المهنة الانتدابية.وأورد معدو الدراسة أن دعم تمثيلية النساء يتطلب اشتغالا متواصلا على الذهنيات والبنيات الثقافية الحاضنة للصور النمطية السلبية عن المرأة، والتي تستخدمها المرأة ذاتها في إطار عنف مركب متعدد الأبعاد يستهدف “قيمتها الاعتبارية” وحضورها الرمزي داخل نسق التفاعلات والتبادلات المجتمعية.
وبالرغم من محدودية تمثيلية المرأة، فإن تمثلها للممارسة السياسية يبقى تمثلًا إيجابيا؛ فقد اعتبرت 77.34 في المائة من المبحوثات بأن الممارسة السياسية “مفيدة إلى حد كبير”، واعتبرتها 17.96 في المائة “مفيدة إلى حد ما”، في حين لم تتعد النسبة التي اعتبرتها “غير مفيدة بالمرة” 4.68 في المئة.واعتبرت 46.48 في المائة من النساء المشاركات في الدراسة أنهن “مهتمات بالعمل السياسي إلى حد كبير”، وصرحت 49.61 في المائة بأنهن مهتمات به إلى “حد ما”، فيما كانت نسبة غير المهتمات به محصورة في 3.91 في المائة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
انتقادات لاستمرار العنف ضد المرأة المغربية وغياب الإرادة السياسية لحمايتها
الوزير والقيادي التجمعي مصطفى بايتاس يدعو إلى تعزيز مكانة المرأة المغربية