الدار البيضاء : جميلة عمر
اتفق المغرب و البرغواي على توسيع مجالات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وخلق إطار متكامل و نموذجي ،وفقًا لرؤية شاملة و مندمجة، للتعاون الثنائي و الثلاثي ، بين البلدين في أفريقيا و أميركا اللاتينية، مع الحرص على تبادل الخبرات في المجال الصحي و الفلاحي ودعم القدرات و التنمية البشرية و تأهيل منظومة مخططات التنمية المجالية و دعم انخراط المرأة في التنمية مع تفقد عدد من المشاريع المبرمجة بين البلدين .
جاءت تلك المحاور خلال لقاء الوفد المغربي مع عدد من القطاعات الحكومية أثناء زيارته للبرغواي ، و الذي ترأسه السفير المدير العام الوكالة المغربية للتعاون الدولي، بتنسيق مع سفارة المغرب في البرغواي
وأجرى محمد مثقال، السفير مدير عام الوكالة المغربية للتعاون الدولي ، بحضور سفير المغرب في البرغواي، بدر الدين عبد المومني، و باقي أعضاء الوفد ، مناقشة مع وزير الصحة في حكومة البرغواي " كارلوس مورينغو"، تناولت سبل تطوير مجال التعاون الثنائي في تأهيل الخدمات الصحية بين البلدين و الاستفادة من التجربة المغربية في كل ما يتعلق بتطوير الشبكات الصحية و دعم القدرات مع الانخراط في مشاريع مشتركة بافريقيا لدعم التعاون جنوب جنوب
و التقى الوفد المغربي في مقر وزارة الشؤون الخارجية في البرغواي السفير المدير العام للتعاون المتعدد الأطراف " انطونيو دوسنتوس"، وباقي كبار المسؤولين بالخارجية هناك، حيث تناولت المباحثات تثمين مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين و التي تًوجت بفتح سفارة للمملكة بالبرغواي السنة الماضية و التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون في المجال الصحي و التنمية البشرية ، مع خلق إطار للمشاورات السياسية واللجنة المختلطة بين البلدين
وأبرز محمد مثقال أهم محاور الرؤية الملكية للتعاون جنوب جنوب، وحصيلة الزيارات الملكية بافريقيا على مستوى دعم التنمية البشرية التي توجت بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات و المشاريع التنموية بالقارة، بالإضافة إلى انخراط الوكالة المغربية للتعاون الدولي، بتنسيق مع وزارة الشؤون الخارحيةً و التعاون ، في عدد من الأنشطة و المبادرات و الاتفاقيات لتنزيل هده الرؤية المتعلقة بدعم التعاون جنوب جنوب باعتبارها تشكل خيارًا استراتيجيًا للدبلوماسية المغربية ، مبرزا في هذا السياق، انخراط الوكالة في عدد من مشاريع التنمية البشرية في أفريقيا و إبرام شراكات مع عدد من وكالات التنمية و ممولين دوليين ضمن إطار التعاون الثلاثي، اضافة الى استقبال الوكالة هذه السنة لحوالي 12 الف طالب ينتمون إلى 110 دولة، من بينهم 10 الآلاف من أفريقيا ، و تشجيع تبادل الخبرات و تطوير مجال التعاون التقني و التكوين المهني و دعم العمل الإنساني
وقام الوفد المغربي بزيارة إلى "مدينة المرأة" التي أحدثتها وزارة المرأة في البرغواي ، وهي عبارة عن مركز كبير يضم عددا من المرافق الحيوية لدعم اندماج المرأة في التنمية، و شددت وزيرة المرأة في حكومة البارغواي " آنا بياردي" على أهمية تبادل الخبرات بين البلدين في مجال التنمية البشرية و تأهيل النساء وحمايتهن، خصوصًا اللائي يشتغلن في المجال الفلاحي من خلال دعم استقلاليتهن وتشجيع القروض الصغرى لفائدتهن من اجل إنجاح مقاولاتهن الصغرى دعمًا لجهود انخراط المرأة في التنمية ، و كانت مناسبة استعرض خلالها محمد مثقال ، السفير مدير عام الوكالة المغربية للتعاون الدولي تجربة المغرب في مجال التنمية البشرية و تشجيع القروض الصغرى و المتوسطة لإنشاء مقاولات، خاصة من طرف نساء العالم القروي والفئات المحدودة الدخل ، لضمان انخراطها في التنمية و الخروج من عتبة الفقر كما التقى الوفد المغربي ، وزير التخطيط ، خوسي موليناس، وعددا من اطر الوزارة ، حيث جرى استعراض تجربة البرغواي في مجال مخططات التنمية المجالية و الإكراهات الديمغرافية و المجالية التي تواجهها في سبيل بلوغ أهداف التنمية ، وبسط الوفد المغربي من جهته، مسار التنمية المجالية في المغرب و تجربة اللامركزية و سياسة الجهوية الموسعة التي وضع رؤيتها صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، اضافة الى جعل العنصر البشري في صلب السياسات العمومية ، خاصة تلك المتعلق بتدبير المجال
واتفق الطرفان على أهمية تبادل الخبرات في هذا المجال و متابعة تنفيذ المشاريع المشتركة وتوسيع مجال التعاون الثنائي وتكثيف الزيارات المتبادلة بين مسؤولي وأطر البلدين ، من أجل فعالية أكبر للتعاون الثنائي و لإعطاء التعاون جنوب جنوب مدلوله الحقيقي