كييف ـ جلال ياسين
قال وزير شؤون أوروبا وأميركا الشمالية بوزارة الخارجية البريطانية، جيمس كليفرلي، اليوم السبت إن بلاده تراقب عن كثب احتمال استخدام القوات الروسية للأسلحة الكيمياوية على الأراضي الأوكرانية، مؤكداً أن أي تصرف من هذا النوع ستكون له "عواقب وخيمة"، وفق تعبيره.كما أضاف بتغريدة عبر حسابه على تويتر أن هناك عدداً من الدول تهدد رؤية اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية للسلام من خلال تطويرها واستخدامها للأسلحة الكيمياوية.
وكانت كل من بريطانيا والولايات المتحدة على السواء حذرتا مراراً في السابق من إقدام القوات الروسية على مثل هذا الخيار، لاسيما بعد أن اتهم الكرملين دون تقديم أدلة الإدارة الأميركية بدعم برنامج أسلحة بيولوجية على الأراضي الأوكرانية.
كما اتهمت وزارة الدفاع الروسية مرات عدة، من وصفتهم بـ "القوميين الأوكرانيين" بالتحضير لاستفزاز عبر استخدام أسلحة كيمياوية خصوصا في قرية شمال غربي خاركيف، لافتة إلى أن تلك الخطة كانت تهدف إلى اتهام القوات الروسية زوراً باستخدام الكيمياوي. يذكر أنه منذ انطلاق العملية الروسية على الأراضي الأوكرانية، في 24 فبراير الماضي، شكلت لندن رأس حربة في الدفاع عن كييف، ومساندتها بالسلاح، موجهة سيلا من التحذيرات والعقوبات على السواء لموسكو، ومنبهة إياها من احتمال استعمال أي سلاح محرم دولياً.
كما توعدت بملاحقة المسؤولين الروس عن ارتكاب "جرائم حرب" في أوكرانيا.في حين نفت روسيا أي استعمال لسلاح بيولوجي أو ارتكاب انتهاكات على الأراضي الأوكرانية، معتبرة اتهامها بارتكاب جرائم يهدف إلى تشويه جيشها.
ولا يزال وضع المدنيين في مدينة ماريوبول جنوب شرق أوكرانيا، مجمداً منذ أسابيع، عقب فشل عدة محاولات من أجل إجلاء آلاف العالقين، لاسيما في مصنع آزوفستال للصلب، المحاصر من قبل القوات الروسية. فقد اتهم مستشار رئيس مكتب الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك اليوم السبت الجانب الروسي برفض كل المقترحات التي طرحت من أجل فتح ممر إنساني في ماريوبول، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الأوكرانية. وقال "نناشد باستمرار قادة العالم لمساعدتنا في إقناع الجانب الروسي بضرورة فتح ممر إنساني".
كما أضاف أن بعض القادة السياسيين يتواصلون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر قنواتهم الشخصية، ويحثونه على القيام بذلك لأسباب إنسانية، إلا أنه أردف قائلا "لكن للأسف لا يوجد رد من الجانب الروسي". في المقابل، اتهم دينيس بوشيلين، رئيس "جمهورية دونيتسك" الانفصالية، الموالي لموسكو، في تصريحات للعربية/الحدث بوقت سابق اليوم، المقاتلين الأوكران داخل أزوفستال بالاحتماء بالمدنيين ومنع خروجهم.
يشار إلى أن مجمع آزوفستال المترامي الأطراف، الذي دمر جزء كبير منه إثر القصف الروسي، يعد آخر جيب تتحصن فيه المقاومة الأوكرانية المنظمة في ماريوبول، حيث يقدر أن يضم نحو 2000 جندي أوكراني و1000 مدني في مخابئ تحت المبنى المدمر.وكانت روسيا أعلنت قبل أيام وقفا لإطلاق النار من أجل السماح بخروج المدنيين إلى أي جهة يريدون. كما أكدت أنها ستسمح أيضا بخروج الجنود والمقاتلين ومن تصفهم بالمرتزقة، شرط أن يرموا سلاحهم، ويعلنوا استسلامهم.
إلا أن السلطات الأوكرانية عادت ونفت حصول أي وقف لإطلاق النار، فيما تقاذف الطرفان تحميل المسؤوليات والاتهامات. يذكر أن مدينة ماريوبول المطلة على بحر آزوف شكلت منذ انطلاق العملية العسكرية الروسية على أراضي الجارة الغربية، في 24 فبراير الماضي، هدفا استراتيجيا لموسكو، كون السيطرة عليها ستفتح ممرا برياً لتنقل القوات الروسية بين الشرق الأوكراني وشبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو لأراضيها عام 2014.
قد يهمك ايضًا:
قصف صاروخي روسي لمدينة أوديسا جنوب غربي أوكرانيا.وشهود يؤكدون قصف مناطق مدنية
القوات الروسية تقتحم مصنع الحديد في ماريوبول وموسكو تعلن انها ليست في وارد استخدام الأسلحة النووية