تونس – درصاف اللموشي
انطلق سيل من الجدل في مواقع التواصل الاجتماعي بين التونسيين، عقب إشاعة خبر وفاة رئيس الجمهورية التونسي الباجي قائد السبسي والإعلان عن القبض على شخصين يُشتبه بتورطهما في ترويج الإشاعة.
وأكد بعض التونسيين، أنّ حزبًا معارضًا مرخّص به للنشاط أطلق هذه الإشاعة من أجل رفع رصيده السياسي مقابل إضعاف خصمه على المستوى الشعبي وإحداث فراغ سياسي، وأيضا بما أن الرجل تسعيني وكلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية المقرّر اجراؤها سنة 2019، كلما ازدادت قوة الإشاعات، حتى أن بعض القيادات من العارضة سبق وأن دعت إلى تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة.
وأوضحت أطراف أخرى، أن المستهدف هو استقرار تونس بهدف زرع بلبلة والخوف لاسيما في صفوف المواطنين والإخلال بأمن البلاد، خاصة أن توقيت نشر الإشاعة هو مساء الجمعة وتلاها يومي السبت والأحد أي يومي راحة أسبوعية وبالتالي إعطاء الوقت الكافي لبثها قبل تكذيبها سريعًا، واختيار قناة "فرانس 24" لم يكن اعتباطيا نظرا لشهرة القناة والعدد الكبير لمتابعيها من التونسيين.
وهناك من تبنّى آراء أخرى تفيد تورّط أطراف أجنبية في الإشاعة المذكورة واستندوا في حجّتهم الى أن المشبه به الرئيسي ومهندس الواقعة يقيم في إحدى الدول الأوروبية وليس من داخل تونس.
ولم يخف ناشطون على "فيسبوك" شكوكهم بأن يكون للمشتبه بهم علاقة بحزب نداء تونس رغم أنه الحزب الحاكم، مشيرين الى أنه في الكواليس العديد من قيادات نفس الحزب تسعى بقوة الى زيادة نفوذها وتلميع صورتها من أجل خلافة الرئيس، رغم تقرّبهم الكبير منه.
وابتعدت عدد من التعليقات عن الحديث عن هوية الفاعل واستغربت من سرعة اماطة اللثام على المشبه بهم في حين أن القتلة الرئيسيين لشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي لم يقع الى الآن التعرف عليهم رسميا رغم مرور 4 سنوات على استشهادهما ولا على الأطراف التي دفعتهم الى ارتكاب الجريمة.
ونأى مستشارو رئيس الجمهورية بأنفسهم عن ذكر تفاصيل عن المشتبه بهم في ترويج الاشاعة حيث اكتفى المستشار فراش قفراش بالقول أنه "تم تحديد مصدر الإشاعة وسيتم التعامل معه قضائيا وكذلك سياسيا" ، في حين أن المتحدثة باسم الرئاسة التونسية سعيدة قراش أفادت في تصريحات اعلامية أن " ملية مثل هذه لا يمكن أن تكون بريئة جهة سياسية معينة" ولم تدلي بأية ايضاحات عن الجهة السياسية المقصودة.
ويذكر أن تناول صحة رئيس الجمهورية في الإعلام لم يكن لأول مرّة اذ أن مثل هذه الأخبار تنتشر في كل مرة ويقع تكذيبها من قبل متشاري الرئيس ونشر أنشطة له تثبت أنه في صحة جيدة، آخرها نهاية الشهر الفارط أكتوبر/ تشرين الأول قيل أن صحته تدهورت ونقل الى إحدى المستشفيات لكن وقع نفي الخبر.