الجزائر – ربيعة خريس
جدَّد الرئيس الجزائري, عبد العزيز بوتفليقة, للمرة الثالثة على التوالي, منذ وصول الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى سدة الحكم, مطالبة الحكومة الفرنسية باسم الشعب الجزائري بالاعتراف بالماضي الأليم مع الجزائر.
وقال القاضي الأول للبلاد, في رسالة تهنئة بعث بها إلى ماكرون بمناسبة احتفال بلاده بعيدها الوطني، "انني على يقين من أن هذه الشراكة الاستثنائية بين بلدينا ستكون، بدفع مشترك من قبلنا، بالمضي قدما نحو مثالية مثمرة في كنف مصالحة بين الذاكرات محورها صداقة معززة وتنمية متقاسمة ناجحة، خدمة لمصلحة شعبينا".
وجاء في رسالة الرئيس قوله: "يسرني أيما سرور، وفرنسا تحتفل بعيدها الوطني، أن أتوجه اليكم، باسم الجزائر شعبا وحكومة وأصالة عن نفسي، بأحر تهانينا الخالصة مقرونة بأطيب تمنياتي بالرقي والرفاه للشعب الفرنسي الصديق ولفخامتكم بموفور الصحة والتوفيق في مهمتكم النبيلة".
وشدد بوتفليقة على ضرورة مواصلة الحوار الخالص والملموس الذي سبق وأن باشرته كل من فرنسا والجزائر منذ وصول الرئيس الفرنسي إلى سدة الحكم, ليس فيما يتعلق بمستقبل العلاقات بين بلدينا فحسب، بل كذلك حول المسائل المتعلقة بالسلم والأمن اللذين يفرضان تحديات وتهديدات تحتم علينا، اليوم أكثر من ذي قبل، ضم جهودنا لمقارعة الإرهاب المقيت، عدو الحضارات كافة والإنسانية جمعاء، من أجل بلوغ غايتي الاستقرار والرقي اللذين نتطلع إليهما، خاصة في فضائنا المتوسطي والساحل الإفريقي ".
وعرج الرئيس الجزائري للحديث عن الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي, قائلا " في انتظار أن أسعد باستقبالكم في الجزائر، أجدّد لكم أحر تهاني الودية، راجيا، فخامة الرئيس وصديقي العزيز، أن تتقبلوا أسمى عبارات المودة والتقدير وخالص مشاعر الصداقة ".
وتعد هذه الرسالة الثانية من نوعها التي شدد فيها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة, على ضرورة اعتراف فرنسا بالجرائم التي ارتكبتها في حق الاستعمار الفرنسي, وشددت على حتمية جعل الشراكة الاستثنائية نافعة لكلا الطرفين"، في إحالة على الحرص الفرنسي في كل مرة لجعل الجزائر محطة للريع من طرف واحد فحسب.
وكان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون, قد وصف خلال حملته للانتخابات الرئاسية الفرنسية, أثناء زيارته للجزائر الاستعمار بأنه "جريمة ضد الإنسانية" مفجرا الجدل في فرنسا حيث استنكر مسؤولون ينتمون إلى اليمين لا سيما اليمين المتطرف هذه التصريحات.
وقال ماكرون, في تصريحات صحافية "إن الاستعمار جزء من التاريخ الفرنسي. إنه جريمة، جريمة ضد الإنسانية، إنه وحشية حقيقية وهو جزء من هذا الماضي الذي يجب أن نواجهه بتقديم الاعتذار لمن ارتكبنا بحقهم هذه الممارسات".