الدار البيضاء -جميلة عمر
أربكت المبادرة الجديدة التي أطلقتها مجموعة من الشخصيات الاستقلالية من خارج اللجنة التنفيذية الحالية حزب"الاستقلال"، حسابات كلٍ من المرشحيْن نزار البركة، وحميد شباط المتنافسين على قيادة الحزب خلال المؤتمر السابع عشر المقرر عقده في 21 يوليو/تموز المقبل. هذه المبادرة ينسقها شيبة ماء العينين، عضو المجلس الدستوري السابق، وعضو اللجنة التنفيذية السابق لحزب الاستقلال، بمشاركة عبدالواحد الفاسي، القيادي الاستقلالي، ونعيمة خلدون، عضو اللجنة التنفيذية سابقا.
كما أسفر اللقاء الذي عقد مؤخرا في الرباط الذي اجتمع فيه أعضاء من المجلس الوطني للحزب الحالي، بلغ عددهم حوالي 300 عضو يمثلون جميع الأقاليم تزكية المبادرة. وحسب مصدر من المنظمين، فإن المبادرة لم تستدعِ للقاء كل من نزار البركة وشباط، كما لم تستدع أعضاء اللجنة التنفيذية الحالية، لأن "الهدف هو مناقشة أوضاع الحزب والأزمة التي يعيشها، بعيدا عن المتصارعين.
وحسب مصدر مقرب ، فإن النقاش الذي عرفه الاجتماع تميز بنقد ذاتي قوي وصل إلى حد "جلد الذات"، وتوجيه انتقادات إلى التدخلات الخارجية في قرارات حزب الاستقلال. وحضر اللقاء معظم الوجوه البارزة في تيار "بلا هودة"، الذي يقوده عبدالواحد الفاسي، إلى جانب أعضاء في المجلس الوطني المحسوبين على كل من نزار البركة وحميد شباط. وتم الاتفاق في الأخير على توجيه نداء إلى الاستقلاليات والاستقلاليين "من أجل وحدة حزب الاستقلال وصيانة استقلالية قراره".
ودعا أصحاب النداء الاستقلاليين إلى القيام "بنقد ذاتي صريح ومسؤول"، ومبني على استشراف المستقبل، على أساس إقرار الجميع “بأننا ساهمنا في أخطاء قاتلة، من قبيل القبول بتجاوز القوانين وأنظمة الحزب، ومعايير تحمل المسؤولية، مما كان من نتائجه إضعاف قوة وصورة الحزب، وحضوره السياسي الوازن. كما دعا النداء إلى تجاوز دائرة التجاذبات والتقاطبات التي أضرت بالحزب بشكل غير مسبوق في تاريخه، معتبرا أن المعركة اليوم، ليست معركة أشخاص، أو من أجل أشخاص، ولكن معركتنا أساسية من أجل صون تاريخ حزب الاستقلال، كما دعا إلى تحمل المسؤولية جميعا في الدفاع عن وحدة الأسرة الاستقلالية الحقيقية.