الدار البيضاء ــ جميلة عمر
يواصل منتدى "كرانس مونتانا" الثامن والعشرين، منذ يوم أمس الأحد، أعماله على متن باخرة "راسبودي"، التي انطلقت من الداخلة في اتجاه الدار البيضاء. ويتضمن برنامج الجزء الثاني من المنتدى، تنظيم عدد من الندوات تعالج، على الخصوص، مواضيع التواصل السياسي والمؤسساتي في أفريقيا، ومكانة أفريقيا في الاقتصاد العالمي الجديد، والتدبير العادل والمستدام للموارد الطبيعية، فضلا عن عرض فيلم وثائقي حول الأخطار التي تواجهها المحيطات.
ويلتقي في الداخلة بمناسبة هذه الدورة المنظمة حول موضوع "نحو أفريقيا جديدة للقرن الواحد والعشرين الاستقرار، التماسك والتضامن من أجل تنمية مستدامة والدور الجوهري للمغرب في أفريقيا"، ما مجموعه 1500 مشارك من 150 دولة.
وشكل الأمن الغذائي والزراعة المستدامة المحور الأساسي للدورة السنوية لمنتدى "كرانس مونتانا" الذي ستستمر أشغاله إلى غاية غد الثلاثاء في الدار البيضاء. وتمَّ التطرق أيضا إلى مواضيع من قبيل الصحة العمومية، والطاقات المتجددة، وتدبير الموارد الطبيعية، والصناعات البحرية، ودور الشباب والنساء.
وخلال الجلسة الختامية تم تسليم، جائزة المؤسسة وميداليات ذهبية احتفاء بعدد من كبار الفاعلين في مجال السلام والحرية والديمقراطية عبر العالم. وتُعتبر جائزة مؤسسة "كرانس مونتانا" التي شرع في تسليمها منذ سنة 1989، "أسمى تقدير للفاعلين الكبار في مجالات السلام والحرية والديمقراطية والعاملين على النضال من أجل احترام القيم الأساسية للديمقراطية والرغبة الملحة في خلق عالم أفضل.
كما تم تسليم الميدالية الذهبية لمنتدى "كرانس مونتانا"، لكل من دوغلاس إيتي، نائب رئيس وزراء جزر سليمان (سولومون)، وعلي راشد أحمد أوتاه، رئيس مجلس إدارة شركة "نخيل" الإماراتية للتطوير العقاري ، ودومبيا يعقوبا رئيس الحركة الإيفوراية لحقوق الإنسان
ويتم تسليم الميدالية الذهبية لـ"كرانس مونتانا"، بشكل استثنائي من طرف المنتدى منذ خمس سنوات، تكريما لشخصيات ساهمت بشكل فعال في بلورة حلول ملموسة تهدف إلى إرساء عالم أفضل
وعبَّر رئيس المنتدى جان بول كارترون خلال حفل تسليم الجوائز الذي حضره المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، عبد العزيز بن عثمان التويجري، عن ارتياحه للنجاح الكبير الذي حققته أشغال هذه التظاهرة التي احتضنتها الداخلة على مدى ثلاثة أيام والتي شهدت شخصيات بارزة من مختلف أنحاء العالم. وذكّر بأن الاحتفاء بهذه الشخصيات هو اعتراف بدورها في مجالات متعددة، مشيرًا إلى أن المنتدى سبق وان كرّم شخصيات وازنة مثل الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والقس الأميركي جيسي جاكسون والرئيس السابق للحكومة اللبنانية الراحل رفيق الحريري.
وتميّز المنتدى الذي نُظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، حول موضوع "أفريقيا والتعاون الإقليمي والتعاون جنوب – جنوب"، بحضور أزيد من 800 شخصية من ضمنهم رؤساء دول وحكومات ووزراء ورؤساء برلمانات. ومثلت هذه الشخصيات 36 بلدًا أفريقيا و30 بلدا أسيويا و31 دولة أوروبية و15 دولة من أميركا اللاتينية، فضلا عن أكثر من 20 منظمة إقليمية ودولية.