الدار البيضاء ـ جميلة عمر
دقت جمعيات المجتمع المدني في زاكورة ناقوس الخطر، إزاء ارتفاع حالات الإصابة بمرض اللشمانيا، مطالبة من جميع الجهات المعنية التدخل لإنقاذ أزيد من 700 شخص في الإقليم من هذا المرض الخبيث ووفق مصادر مطلعة، أن مصالح الصحة سجلت إصابة أكثر من 700 حالة إصابة في كل من جماعات زاكورة وتنزولين وبوزروال وأولاد يحي لكراير، في وقت استنكرت فيه جمعيات حقوقية في الإقليم التدخل المحتشم للمصالح المختصة وعلى رأسها وزارة الصحة والفلاحة
وأكد المصدر ذاته، أن المرض في ارتفاع مهول، مشيرًا إلى أن أولى بداياته كانت منذ شهرين وسط مدينة زاكورة، قبل أن ينتقل إلى الجماعات الترابية الأخرى، بخاصة في صفوف الأطفال والنساء، معزيًا الأسباب إلى انعدام النظافة وندرة المياه الصالحة للشرب في الإقليم
ووفق مصادر طبية فالمرض ينتشر بسرعة كبيرة بالمنطقة، بسبب لسعات ذباب الرمل الذي يكون مصابًا هو كذلك بسبب لسعه لحيوانات أخرى مصابة، مما يساعد في انتقال المرض منه إلى ضحاياه، تاركًا تقرحات بحجم كبير تتخذ أشكالًا طويلة أو دائرية قطرها يصل إلى 3 سنتيمات على مستوى الوجه والذراع والأرجل
وأضافت المصادر ذاتها، أن مصالح وزارة الصحة قامت بتدخلات طبية محدودة ولم ترق إلى المستوى المطلوب، في ظل الارتفاع المهول والمتواصل للمصابين بهذا المرض الطفيلي، مطالبة بتكثيف الجهود وتعبئة الموارد البشرية والأدوية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه
ويعتبر مرض اللاشمانيا مرض بيئي مزمن يصيب الإنسان في الأعمار كافة، والعامل الناقل لهذا الطفيلي هو حشرة تسمى "ذبابة الرمل" قطرها ما بين (1.5 – 3 مم" تتواجد في كل فصول السنة عدا الشتاء، وتنشط ليلًا، و تستقر نهارًا في الشقوق الداخلية لجدران المنازل وفي جحور الحيوانات كالقوارض والثعالب وفي جذوع الأشجار للراحة.
وتعد ذبابة الرمل لا تطير عن مناطق توالدها سوى مسافات قليله تقدر بحوالي 100 متر فقط وأن أسباب ارتفاع كثافة الحشرة الناقلة واتساع قاعدة مصدر العدوى وتقارب حلقات الانتقال هو وجودها بالقرب من الإنسان وهذا يؤثر بصورة إيجابية على انتشار المرض .