الدار البيضاء ـ جميلة عمر
يجري المكتب المركزي للأبحاث القضائية، تحت إشراف مديره عبدالحق الخيام، تفتيشًا دقيقًا، عبر تبادل المعلومات الاستخباراتية، في مسار تحرك المغاربة في ليبيا ومنطقة الساحل والصحراء، ووفقًا لمصدر مطلع، فإن المكتب المركزي للأبحاث القضائية "بسيج" يجري أبحاثه بشأن المشتبه في خوضهم تدريبات على استعمال السلاح، وصناعة المتفجرات من المواد التقليدية، وكذا الذين شاركوا في الحرب الأهلية بعد سقوط نظام معمر القذافي، تفاديًا لتسلل "دواعش" إلى المغرب عبر الرحلات التي خصصتها الحكومة لنقل العديد من المغاربة العالقين في ليبيا.
وأضاف المصدر، أن مصالح وزارة الخارجية اشتغلت في هذا الملف عبر قنصل المغرب لدى تونس، الذي حل في منطقة زوارة الليبية، الأربعاء الماضي، قصد تفقد أحوال 235 مغربيًا، ونقلهم عبر ست حافلات إلى تونس العاصمة ومنها إلى مطار جربة الدولي لنقلهم عبر رحلتين، إلى مطار محمد الخامس الدولي، ووصل أول فوج فجر الجمعة الماضي.
وكانت السلطات الأمنية قد أخدت الحيطة والحذر من بعض العائدين، لا سيما بعدما تخوفت السلطات المغربية من تورط بعض الأشخاص، ضمن هؤلاء المغاربة، في ملفات ذات طبيعة متطرفة، خصوصًا أن ليبيا باتت مرتعًا لآلاف الدواعش، منهم مغاربة، كما أن تقارير استخباراتية، أكدت أن مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق "داعش" في الانتهاء من مخطط، يستهدف ضرب عدد من المراكز الحساسة في بلدان المغرب العربي، وذلك بعد الانتهاء من عمليات الانتشار التي سبق أن باشرها " التنظيم" في تمرير مقاتليه وأغلبهم" مغاربة" عبر موجات الهجرة الجماعية للسوريين إلى ليبيا.
وأوضح المصدر، أن عدد المقاتلين،"الدواعش" الوافدين على ليبيا من العراق وسورية تضاعف عدة مرات خلال الأشهر القليلة الماضية إلى درجة أن فيلق "الأجانب" أصبح أكبر عدد من الكتائب المحلية، مقدرة عدد عناصره بأكثر من 5 آلاف مقاتل، جعلوا من دولة ليبيا محطة لتنفيذ هجمات ضد بلدان شمال أفريقيا من مصر إلى المغرب.