الدار البيضاء - جميلة عمر
أكد الكاتب الأول السابق لحزب الاتحاد الاشتراكي، محمد اليازغي، أنّ "المغرب استطاع العودة إلى الاتحاد الأفريقي رغم مناورات أعدائه"، واعتبر عودته "انتصارًا سياسيًا قويًا".
وأضاف اليازغي، أنّ المغرب ينتظره عمل كبير بعد هذه العودة، فإذا كان هذا "الانتصار"، في نظره، قد تحقق بفضل دعم عدد من الدول الصديقة، والتي بلغت 39 دولة، فإن المجهودات يجب أن تتركز في القادم من الأيام على إقناع الدول التي ما زالت تقف إلى جانب الطرح الانفصالي، وهي على حد قول اليازغي "صارت أقلية بعدما كانت في الماضي تشكل أغلبية"..
ولم يتوقف اليازغي عند هذا الحد في حديثه عن عودة المغرب إلى الحضن الأفريقي، بل رأى الخبير في نزاع الصحراء، أن هذه العودة "يمكن أن تساعد الجزائر والمغرب على حل المشاكل المشتركة"، مضيفًا أنها "يمكن أن تكون بداية لحل نزاع الصحراء"، خصوصًا "بعد تفاقم مشكل الإرهاب والتهريب بشتى أنواعه في منطقة الساحل والصحراء".
وكانت كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية في المحمدية، نظمت محاضرة تحت عنوان "قضيتنا الوطنية التاريخ والتحديات"، وجاءت هذه المحاضرة بعد عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي والتي عرفت ترحيبًا دوليًا كبيرًا، وخلّفت أصداء إيجابية في الخارج والداخل.
وتابع اليازغي، الذي عاد بذاكرته إلى البدايات الأولى لمشكلة الصحراء المغربية مستحضرًا عدد من المحطات، إذ تحدث عن الأخطاء المرتكبة في قضية الصحراء، والتي صعبت، في نظره، حل النزاع، وأعطى المثال على ذلك بـ"قمع الجنرال أوفقير للمقاومين اللذين احتضنتهم الجزائر، والظروف التي أحاطت بطرح فكرة الاستفتاء"، حيث اقترح حلولًا منها أن يعمل المغرب حاليا على "النهوض بالحقوق والحريات، وترسيخ الديموقراطية في أفق الملكية البرلمانية".
واعتبر اليازغي، خلال كلمته أن الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب في سنة 2007، "سيعزز مبدأ الجهوية واللامركزية التي ينهجها المغرب"، بل ذهب أبعد من ذلك بوصفه بـ"الحل المنطقي وأن المغرب لا يمكنه أن يقدم أكثر من ذلك"، قبل أن يختم بالقول: "قضيتنا هاته مهما طالت، فهي لصالح المغرب الذي له شرعيته الفعلية على أراضيه".