الدار البيضاء- جميلة عمر
أكد المشاركون في الدورة التاسعة لمنتدى أفريقيا للأمن، الجمعة في مراكش، أن المغرب بفضل تجربته الرائدة في مجال السلم والأمن والاستقرار بمقدوره الاضطلاع بدور كبير داخل الاتحاد الأفريقي.
وأضافوا، خلال جلسة عامة بشأن موضوع "الاتحاد الأفريقي في مواجهة تحديات السلم والأمن في القارة" في إطار هذا المنتدى المنظم يومي 9 و10 فبراير/ شباط الجاري تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، نظمت مساء الخميس في مراكش أن المغرب ما فتئ يولي اهتماما خاصا لكل القضايا التي تهم القارة، وتعبئة كل الإمكانات الضرورية، في إطار مقاربة استباقية وتضامنية، من أجل محاربة جميع أشكال عدم الاستقرار بأفريقيا، والمساهمة في تنميتها السوسيو اقتصادية.
وأشاد المشاركون، في هذا الصدد، بالريادة والرؤية المتبصرة للملك محمد السادس من أجل أفريقيا مستدامة في مجالات السلم والتنمية والازدهار.
وثمن وزير الدولة السابق المكلف بالدفاع الوطني بالبنين السيد يسوفو كوغي ندورو، عودة المغرب للاتحاد الأفريقي، بالإضافة إلى الملك محمد السادس، ملاحظا أن المملكة بتجربتها القوية في مجالات متعددة من بينها السلم والأمن، ستقدم، لا محالة، الكثير للدول الأفريقية في هذا الميدان.
من جهته، أبرز العقيد روك أوريليان أوانغبي، المستشار الخاص لبعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي، أن المغرب اختار رفع صوت التضامن والسلم والاتحاد، بعد أن قرر، تحت القيادة النيرة لمحمد السادس، العودة إلى أسرته المؤسساتية الأفريقية، منوها بالانخراط التام للمملكة من أجل تنمية وازدهار القارة، ووعيها بضرورة العمل من أجل مستقبل أفريقيا وتضافر الجهود لتلبية حاجيات شعوب المنطقة.
أما الباحث السينغالي عبداللطيف أيدارة مدير مرصد التهديدات المتطرفة والتطرف والمخاطر الإجرامية وعلوم الأخطار، فأبرز، من جانبه، أهمية انعقاد هذا المنتدى في المغرب، البلد الذي يتحلى بدينامية تعكسها استراتيجيته الخاصة بمحاربة التطرف، مسجلا أن التهديدات الأمنية المحدقة في أفريقيا تعد واقعا تجب مواجهته من خلال مقاربة مندمجة وجماعية وتشاورية.
وشكلت هذه الجلسة العامة، مناسبة للتذكير بأن الدول الأفريقية، وأمام التحديات الأمنية، واعية بضرورة تقديم ايجابات جماعية، حيث تم التركيز على الهندسة الأفريقية للسلم والأمن التي تم وضعها في إطار الاتحاد الأفريقي، مما يعكس الوعي بضرورة مواجهة أفريقيا، بإمكاناتها الذاتية، للتهديدات التي تعترضها، والعمل على ترجمة هذه الهندسة إلى دينامية شاملة للسلم كفيلة بالقضاء على النزاعات في القارة.
وخلص المشاركون في هذه الجلسة إلى التأكيد أن الاتحاد الأفريقي ومؤسساته مدعو إلى عدم التركيز فقط على محاربة ومنع النزاعات المسلحة، والتصدي للتهديدات التقليدية، بل جعل آلياته قابلة للتكيف مع التحولات التي تعرفها عوامل عدم الاستقرار.
ويروم هذا المنتدى، المنظم بشأن موضوع "التهديدات الصاعدة والمخاطر الجديدة للنزاعات في أفريقيا" بمبادرة من المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية بشراكة مع الفيدرالية الأفريقية للدراسات الاستراتيجية، تسليط الضوء على الحالة الراهنة للأمن في القارة الأفريقية وكذلك على التحديات الكبرى التي يجب على القارة مواجهتها.
ويلتئم في هذا المنتدى نحو 300 مشارك رفيع المستوى من بينهم مسؤولون مدنيون وعسكريون ومسؤولون عن منظمات دولية وأمنيين وخبراء من أفريقيا وأميركا وأوروبا وآسيا، بغرض التحليل والمناقشة وتبادل التجارب.
ويناقش المشاركون في هذا المنتدى محاور ترتبط بالخصوص بـ"أفريقيا في مواجهة التحديات الغير متماثلة وأعداء الحقبة الرقمية" و"الاتحاد الأفريقي في مواجهة تحديات السلم والأمن بالقارة الأفريقية (التهديدات الصاعدة والمخاطر الجديدة للنزاعات)"، و"مكانة الاستخبارات في الهندسة الأمنية لمحاربة الإرهاب" و"الاستراتيجية المغربية في محاربة التطرف العنيف" و"منطقة الساحل والصحراء، عودة التهديد بين الإرهاب المنظم العابر للحدود والميليشيات المسلحة" و"مقاربة النوع في محاربة التطرف.