الرباط ـ منير الوسيمي
اعتبر الأمين العام لـ"حزب الاستقلال" المغربي نزار بركة، أن "الحكومة تغذي الأزمة انطلاقا من منطق الثقة، نتيجة غياب المقاربة الاستباقية وعدم الإنصات إلى المشاكل"، وقال: "لا حوار لا تواصل، وإنما يوجد تردد وبطء في المواقف، فضلا عن اعتماد المقاربة الحلول الترقيعية الإطفائية، المتمثلة أساسا في الحسيمة وجرادة والمقاطعة والفوترة الرقمية، وكذا حملة الضرائب التي مسّت جميع الطبقات".
كلام بركة جاء خلال ندوة نظمت الأربعاء في مدينة الدار البيضاء، تحت عنوان "الثقة محرك النمو الاقتصادي في المغرب"، أشار فيها إلى أن "التجمع الوطني للأحرار والعدالة والتنمية يخوضان حملة انتخابية سابقة لأوانها، لكن النتيجة هي تعطيل مصالح المواطنين، ومن ثمة يدخل المستثمر في منطق الانتظارية".
اقرأ المزيد : "حزب الاستقلال" ينتقد الصراع السياسي بين مكونات الأغلبية الحكومية
"وقال: إن حكومة سعد الدين العثماني قامت بتخفيض أجور الموظفين في إطار إصلاح التقاعد، علاوة على رفع المدارس الحرة لأسعار التمدرس، وعجزها عن تسقيف الأسعار منذ أبريل 2018. ويلاحظ أيضا الصمت وعدم التفاعل واتخاذ الإجراءات المناسبة في وقتها، ناهيك عن التملص من المسؤولية، لأن الحكومة لم تقدم تصورها للنموذج التنموي الجديد إلى حد الآن، ولا تلتزم بالآجال التي حددها الملك ومقتضيات الدستور، في آن واحد".
واعتبر الأمين العام لحزب الاستقلال أن أن "الثقة هي المحرك الأساسي للتنمية، إذ بيّنت العديد من الدراسات المتنوعة أن الرأسمال الاجتماعي يؤدي إلى خلق فرص الشغل وتسريع وتيرة النمو الاقتصادي، ثم ارتفاع الاستهلاك والطلب الداخلي".
وأضاف بركة أن "الثقة تؤدي إلى تحسين نجاعة السياسات العمومية وتقوية الروابط الاجتماعية، لكن يمكن الجزم بكل موضوعية بأن المغرب يعيش أزمة ثقة متعددة، سواء تعلق الأمر بالحكومة أو الأحزاب أو المؤسسات المنتخبة أو النقابات أو البرلمان".
وشدد الأمين العام لـ"حزب الميزان" على أن "الاستثمار متوقف منذ سنتين، فضلا عن تراجع نسبة الاستهلاك، ثم تدهور القدرة الشرائية ومستوى المعيشة والخدمات الاجتماعية المُقدمة، وكذلك تراجع نسبة التشغيل والساكنة النشيطة، إلى جانب تزايد وتيرة الاحتجاجات الاجتماعية والإضرابات".
وسأل لماذا توجد الأزمة بقوة؟"، قبل أن يعود إلى تعداد المؤشرات التي وصفها بـ"الخطيرة" حول الظاهرة، موردا أن "الهجرة السرية رجعت بقوة، ثم هجرة الأدمغة؛ بعدما سجلت هجرة 600 مهندس و300 طبيب خلال الموسم الماضي، ما جعل المغرب الرقم الأول في التجنيس". وأوضح بركة، أن "البطالة تنتشر في صفوف الشباب حاملي الشهادات، إضافة إلى اتساع الفوارق الاجتماعية والمجالية، لأن المواطن يحس بنوع من "الحًكًرَة"، وزاد: "كما تتساءل الطبقة الوسطى عن مصيرها، فضلا عن التراجع المستمر لنسبة النمو، التي انتقلت من أربعة في المائة سنة 2017 إلى ثلاثة في المائة سنة 2018، بينما نترقب تحقيق 2.9 في الموسم الحالي".
قد يهمك ايضا : حزب الاستقلال يقدّم مرشحًا جديدًا بعد عزل بنعلال من رئاسة الهرهورة
ليبيا تشيد بدور المغرب من أجل تحقيق وتعزيز الاستقرار في البلاد