الدار البيضاء : جميلة عمر
جدد المدافعون عن المعتقلين الإسلاميين على أنهم سينظمون يوم الاثنين المقبل، احتجاجاتهم أمام مقر البرلمان رافعين مجموعة من المطالب سواء سبق و أن تقدموا بها ، أو مطالب جديدة, وحسب اللجنة المشتركة للدفاع عن المُعتقلين الإسلاميين، الاحتجاج، الذي يتزامن مع الذكرى الـ13 لتفجيرات الدار البيضاء، من أجل تجديد مطالبهم بفتح تحقيق وإنصاف "لضحايا وإطلاق سراح المئات من الأشخاص، الذين تم اعتقالهم بطريقة عشوائية", ووجهت اللجنة أصابع الاتهام إلى، رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، بعدم التدخل لإنهاء "معاناة المئات من المعتقلين وعوائلهم"، وحملته المسؤولية التاريخية عما أسموه, “عدم سعي الحكومة إلى فتح تحقيق نزيه في هذه الأحداث، وفي ظل تفاقم مآسي وآلام الضحايا، ومن أجل كشف الحقيقة المغيبة، وتسليط الضوء على معطيات وحقائق تشكك في سيناريو أحداث 16 أيار/مايو 2003.
وعلى بعد ثلاثة أيام من الأحداث الأليمة التي هزت العاصمة الاقتصادية، كشفت وزارة الداخلية، اليوم الجمعة، إحباطها مخططا إرهابيا مشابها لأحداث 16 أيار/مايو, وكشفت التحريات الأولية، وفق بيان لوزارة الداخلية، أن المعني بالأمر، الذي دخل إلى المغرب عبر مطار محمد الخامس في الدار البيضاء، بداية الشهر الجاري، قادمًا إليه من التشاد، وتم إيفاده إلى المملكة من قبل ما يسمى بتنظيم “داعش”، من أجل تأطير وتكوين خلايا نائمة تضم متطرفين جزائريين، ومغاربة متشبعين بالفكر الداعشي لشن عمليات إرهابية نوعية، تستهدف مقرات بعض البعثات الدبلوماسية الغربية ومواقع سياحية، في أفق زعزعة أمن واستقرار البلاد تماشيا مع أجندة "داعش"
ولم يكتف الإرهابي التشادي الموقوف صباح اليوم الجمعة في طنجة بالتخطيط ودراسة الأمكنة، بل كان قاب قوسين من تنفيذ مخطط إرهابي خطير بالعديد من مدن المملكة, ويبلغ من العمر 33 سنة ويتحدث الفرنسية شأنه شأن التشاديين، شكله الهزيل لم يكن ليثير الشبهات، لذلك لم يثر اهتمام الناس, لقبه "أبو البتول الذباح"، ولم يدخر جهدًا في التنسيق مع بعض المقاتلين الجزائريين من أجل تنفيذ مخططاتهم الإرهابية في المغرب.
ومنذ مجيء الذباح إلى المغرب في الرابع من أيار/مايو الجاري، عبر رحلة جوية من ندجامين إلى الدار البيضاء، شرع التشادي في القيام بجولات تفقدية في العديد من المدن المغربية، فانتقل من الرباط إلى طنجة ثم وجدة, ومن تم وضع أهدافا لتنفيذ العمليات كمقر التمثيليات الديبلوماسية في الرباط، وفندق معروف بطنجة وكازينو بنفس المدينة، إلى جانب مركز ثقافي أجنبي أيضا, ووصلت تحضيرات الذباح التشادي، إلى مرحلة متقدمة، كما كشفت ذلك عناصر المكتب المركزي للتحقيقات القضائية، من خلال ما حجزته من بذل متفجرة
وقام المعني بالأمر بعمليات استطلاعية لبعض المواقع المستهدفة، وذلك بهدف التحضير لتنفيذ عدة عمليات متزامنة من حيث التوقيت، لإرباك المصالح الأمنية وإحداث خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات على غرار الأحداث الدامية التي عرفتها مدينة الدار البيضاء بتاريخ 16 أيار/مايو 2003, كما أظهرت نفس الأبحاث على أن هذا المواطن التشادي كان يعتزم إعلان المنطقة الشرقية للمملكة ولاية تابعة لما يسمى بـ"داعش".