الدار البيضاء - جميلة عمر
أصدرت الغرفة الأولى لدى محكمة الاستئناف في الجديدة، الأربعاء ، حكمها في حق متشرد قتل طفلًا قاصرًا، وأكل قلبه في أزمور قبل 3 أشهر، بأقصى عقوبة وعاقبته بالإعدام
وتعتبرمحاكمة المتشرد المعروف بـ "البوعار"، من أبشع الجرائم التي اهتز لها المغرب في منتصف آب الماضي، ووفق مصدر قضائي ، تعود وقائع النازلة إلى شهر آب الماضي ، حين اكتشف سكان مدينة أزمور جثة القاصر بجوار شجرة في مقبرة مهجورة للمسيحيين تقع قلب المدينة، وعلى الفور تم إشعار عناصر الأمن التي حضرت إلى عين المكان مرفوقة بالشرطة العلمية والوقاية المدنية.
وصدمت الشرطة عند معاينتها للجثة، بمنظر مؤلم لقاصر مذبوح من الوريد إلى الوريد، وأن الجاني عمد إلى شق صدره والتهام قلبه وشرب دمه بسادية تشبه طقوس عبدة الشيطان، ما ولد لدى المحققين انطباعًا بأن دافع الانتقام حاضر بقوة في هذه الجريمة.
وانطلق البحث ، وتم مسح مسرح الجريمة ، مع أخد البصمات عن جثة الضحية ، ومن خلال البحث الأولي تمكنت الشرطة من الوصول إلى أن هناك شخص كان يرافق الضحية مرارًا إلى المقبرة ، حيث يختليان ببعضهما هناك ، و أن هذا الشخص هو متشرد " بوعاري" .
24 ساعة كان المتشرد بين أيدي الشرطة بعدما تم اعتقاله إلى شاطئ الحوزية قبالة منتجع مازكان ، وعند الاستماع إليه في محضر قانوني حول في الأول الإنكار لكن الأدلة كانت ضده قوية ، ليعترف بكل مان نسب إليه، والجاني من مواليد1985 ، يعيش حالة التشرد ، كان يتخذ من المقبرة وكرًا له لقضاء أغراضه الرذيلة على أطفال أبرياء.
و لما مثل الجاني أمام الغرفة الجنائية في استئنافية الجديدة، قامت هيأة المحكمة بتذكريه أنه في 10 آب الماضي، قام بتصفية طفل قاصر 17 عامًا، يتقاسم معه حياة التشرد في مقبرة المسيحيين ، وأنه عمد إلى تشويه جثته بطريقة وحشية، عندما أكل قلبه وشرب دمه، كما حاول الجاني التظاهر مثلما فعل أمام الضابطة القضائية وقاضي التحقيق، أنه تحت تأثير اضطرابات نفسية، تجنبه المسؤولية الجنائية في جرمه المشهود
المحكمة اقتنعت أنه ارتكب جريمته وهو يتمتع بكامل قواه العقلية، سيما لما هرب من مسرح الجريمة إلى شاطئ الحوزية قبالة منتجع مازكان، وهناك قام بغسل ثيابه والسكين من آثار دماء الضحية، ثم اتخذ الطريق الساحلية معبر هروب قبل أن توقفه دورية أمنية في جوار ملعب الخيول في الجديدة، حيث أخضع بأمر من النيابة العامة لعملية غسل المعدة، التي أرغمته على التقيؤ ما أدى إلى رميه أجزاءً من القلب الذي التهمه، كما ذكرته النيابة العامة أن المتهم التقى مع الضحية في حديقة المدينة، واتفق معه على ممارسة الجنس بالتناوب بمقبرة المسيحيين ، وأن القاصر لما نال وطره منه أخلف وعده وتمنع عليه وهو ما أثار ثائرة الجاني، الذي لم يكتف بقتله بل عمد إلى أكل قلبه، وهذه كلها قرائن جعلت المحكمة مقتنعة بأنه لحظة تصفية الضحية كان مدركًا تمامًا لأفعاله
وكل هذه القرائن لم تنفع الجاني الذي كان يؤازره أمام المحكمة في إطار المساعدة القضائية، أنه يعاني اضطرابات نفسية منذ فشله في الالتحاق بوالده في الديار الإسبانية، وأن سكان أزمور يعرفون عنه حالته غير السوية، وانغماسه في حياة التشرد، التي تخالف الصورة التي رسموها عنه شابًا منضبطًا يمارس تمارينه الرياضية بانتظام، ويرأس أول فرقة للدقة المراكشية في أزمور، كما أن التقرير الطبي المفصل عن حالته النفسية لم يكن في صالحه ولم يجنبه الالتحاق بمركب المحكومين بالإعدام في الجديدة والذي تجاوز عددهم العشرة